12 ألف منحة سكنية وزعتها أمانة محافظة جدة في بطن وادي غران، تضع أهالي ثول على المحك، بين انتظار فاجعة مماثلة لما حدث في قويزة وترقب إجراء سريع يصد الخطر المرتقب. مخاوف سكان المركز جدية، وقلقهم على ما ستسفر عنه الأيام المقبلة يتزايد كل يوم، وفي خواطرهم تلك الفجائع والملمات التي ضربت أحياء ومخططات بطون الأودية في قويزة، الصواعد، البستان والسامر، فالوادي الفسيح المسمى ب«غران» تصل المسافة بين ضفتيه إلى نحو 28 كيلومتراً مربعاً، وعلى مسافة غير بعيدة تقع المدينة الرياضية ومزرعة كبرى للدواجن، إلى جانب مواقع عمل متناثرة على ذات المساحة، ويقطع الوادي عرضياً طريق جدةالمدينةالمنورة السريع. خطورة الوادي واتساع مجراه وحجم السيول المرتقبة تكشفها 28 عبارة وجسرا خصصتها الجهات المعنية في الطريق المحوري الهام. الأهالي في ثول يتحدثون عن مخاطر إنشاء مخطط يتوسط وادي الوسامي الذي تغيرت معالمه بفعل كسارات الصخور والحجارة وتلال النفايات، وتتزايد المخاوف أكثر أن الجسور المخصصة لعبور السيل أغلقت لتستثمر أمانة محافظة جدة المساحة المتبقية وتأجيرها مستودعات لمواد البناء ومجمعات للصناعة. على نحو غير بعيد يصطدم مجرى وادي أبو كراثة بكورنيش ثول الجديد دون أي مسارب تصريف إلى البحر ليتذكر سليمان الجحدلي أحد سكان المنطقة أحداث سيول عام 1395، حيث «ضربت السيول الوادي وأحدثت أضراراً بالغة وجرفت جسر أبو كراثة الواقع في نطاق طريق جدةالمدينة القديم، لا زالت أنقاضه تطل على الجسر الحالي المجاور لبلدية المركز التي شرعت في استثمار ما يمكن استثماره من الوادي كمنطقة سياحية مجاورة للكورنيش الجديد». من ناحيته يطلب عبدالصمد الجحدلي من الجهات المعنية، سرعة تدارك الوضع وانقاذ ما يمكن إنقاذه، أما رئيس بلدية ثول الفرعية المهندس مرعي المغربي فيؤكد أن خطر الأمطار والسيول حالياً يهدد مواقع متعددة نتيجة إغلاق جسور وادي الوسامي، فيما يحذر اختصاصي البيئة في جامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور علي عشقي، من حدوث فاجعة في المنطقة في حالة جريان سيول قديد، سايه، خليص والكامل.