بعد مرور 61 عاما على الاحتلال الإسرائيلي لم تنجو أية عائلة فلسطينية من ممارساته العدوانية، وتتجسد معاناة الفلسطينيين اليوم في سجون الاحتلال، إذ أكد تقرير أصدرته وزارة شؤون الأسرى والمحررين في ذكرى اندلاع الانتفاضة الأولى في الثامن من ديسمبر عام 1987 أن ما يزيد عن (290) ألف مواطن فلسطيني اعتقلوا في سجون الاحتلال، بينهم (210) آلاف حالة من بداية الانتفاضة حتى قدوم السلطة الفلسطينية في منتصف عام 1994، وعشرة آلاف حالة اعتقال ما بين عام 1994 وحتى اندلاع انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من سبتمبر 2000، و(70) ألف حالة اعتقال في سنوات انتفاضة الأقصى وحتى الآن ليصل مجموع من ذاقوا مرارة الاعتقال في سجون الاحتلال (290) ألف مواطن من مختلف الأعمار والفئات والشرائح. وذكر التقرير، أن لجوء الاحتلال إلى استخدام سياسة الاعتقال ضد الفلسطينيين منذ احتلاله للأرض الفلسطينية عام 1967 يهدف إلى وقف مقاومة هذا الشعب، وكسر إرادته، وإخضاعه لإملاءات الاحتلال، وبث اليأس والخوف في صدور أبناء الشعب الفلسطيني بعد أن يسمع عن ممارسات الاحتلال بحق الأسرى في السجون، وما يتعرضون له من تنكيل وتعذيب وقتل، إلا أنه وعلى الرغم من الأعداد الهائلة التي اعتقلها الاحتلال والتي وصلت إلى ما يقارب من (750) ألف فلسطيني، يشكلون ما نسبته 20 في المائة من الشعب الفلسطيني. وبين أنه لا يزال في سجون الاحتلال (319) أسيرا معتقلين منذ الانتفاضة الأولى وقبلها، وهم الأسرى القدامى الذين رفض الاحتلال الإفراج عنهم بعد اتفاق أوسلو، منهم (127) أسيرا من الضفة الغربية، و(127) أسيرا من قطاع غزة، و(44) أسيرا من الأسرى القدامى من أبناء القدس، و(20) أسيرا من أراضي 1948، وأسير واحد من الأسرى العرب. وأوضح التقرير أن الاحتلال اعتقل منذ 1967 ما يزيد عن (750) ألف فلسطيني لا يزال منهم أكثر من عشرة آلاف أسير داخل سجون الاحتلال، بينهم (370) من الأطفال، وهناك (34) أسيرة لا يزلن رهن الاعتقال، وكذلك هناك (400) أسير يخضعون للاعتقال الإداري الظالم دون محاكمة أو تهمة تدينهم، وهناك (18) نائبا في المجلس التشريعي معتقلين لدى الاحتلال، وأكثر من (1600) أسير مريض في ظل إهمال طبي متعمد ومقصود، كما وصل عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى (197) أسيرا شهيدا، منهم (70) أسيرا استشهدوا نتيجة التعذيب، و(50) أسيرا سقطوا نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد و(70) استشهدوا نتيجة القتل العمد بعد الاعتقال، و(سبعة) نتيجة إطلاق النار المباشر على الأسرى.