رفض الدكتور طلال عبد الرحمن الثمالي استشاري طب العيون، عروض عمل خارجية وداخلية انهالت عليه، وذلك من أجل البقاء في الطائف، فهو كما يقول «متيم بمدينة الورد» ويتمنى أن يخدم المدينة التي شهدت ولادته في عام 1389ه، وتلقى فيها مراحل تعليمه العام. وكما يعشق الطائف، يعشق الثمالي تخصصه في طب العيون، ولذلك قصة عاشها عندما كان طالبا في جامعة الملك عبد العزيز، ويحكي أنه كان يكشف على عين امرأة مسنة في عيادات الجامعة، وعندما اقتربت يده من عينها قبلت يده بطريقة حانية وكأنها تبحث بالقبلة هذه عمن يعيد إليها بصرها الضعيف، يقول «حينها عرفت نعمة النظر ومعنى أن تكون طبيبا للعيون». تخرج طالب طب العيون من الجامعة وحصل على الترتيب الأول في مجموعته. وبدأ حياته العملية طبيبا مقيما في مستشفى أحد في المدينةالمنورة لعامين، ثم انتقل إلى مستشفى العيون في العاصمة الرياض، عاد بعدها إلى مسقط رأسه الطائف طبيبا في مستشفى الملك عبد العزيز التخصصي، وأنشأ قسما متخصصا للعيون، ثم انتقل للعمل الأكاديمي، وهو حاليا أستاذ مساعد في كلية الطب في جامعة الطائف. ويفاخر الدكتور الثمالي بأنه أجرى عشر عمليات لأول مرة على مستوى المنطقة الغربية، وكان السعودي الوحيد الذي اجتاز اختبار الزمالة العربية في عام 2000م. ويمكن القول إن مقولة «باب النجار مخلوع» تنطبق على طبيب العيون الثمالي، فابنه مهند وابنته ريوف يعانيان من كسل في النظر وهو لا يستطيع علاجهما؛ لأنه لم يتم الكشف عليهما منذ الصغر، لكنه يعكف حاليا على إعداد أبحاث في طب عيون الأطفال، وينوي تقديمها مجانا لكافة الأطفال المصابين بأمراض العيون. وللدكتور طلال أربعة أبناء وبنت، يكبرهم مهند في المرحلة الثانوية، وآخر عنقوده حسام ذو الأشهر التسعة.