كانت القوات البحرية وما زالت درعا حصينا لمياهنا الإقليمة والاقتصادية بل وتكاد تكون خط إنذار ودفاع أول في المياه الدولية.. وقد لعبت وما زالت تلعب دوراً رئيسياً في معركتنا مع الباطل من المتسللين. وتمتلك القوات البحرية الملكية السعودية بفضل الله منظومة متكاملة من سفن جلالة الملك، كل حسب مهمتها.. إضافة إلى أسراب من الطائرات العمودية القتالية والمساندة. وتتنوع سفن جلالة الملك حسب طبيعة ومكان الحدث.. فهناك زوارق صغيرة للمطاردة تمليها طبيعة البحار والشواطئ والجزر القريبة.. وهناك سفن للمياه العميقة وذات مهام قتالية متطورة.. وهناك سفن كشف وقنص الألغام البحرية.. وهناك أخرى للإسناد. وتتواجد اليوم في مياهنا الجنوبية والمياه الدولية جزء من قواتنا البحرية كجزء من قواتنا المسلحة وتقوم بحصار ومنع المتسللين وحصار ما قد يصل إليهم من دعم.. وكل هذا في المياه الدولية.. وللعلم فإن البحر الإقليمي لأي دولة هو 12 ميلا بحريا من أقصى نقطة في اليابسة.. وقد يمتد أكثر بناء على تواجد الجزر والخلجان والإنشاءات البحرية وتحكم هذه الحدود معاهدات وقوانين البحار الدولية. وسفن جلالة الملك أيضاً مزودة بطائرات استطلاع وقتال من نوع (الدلفين) تستطيع في الرحلة الواحدة أن تغطى مساحات واسعة وبأمكانها أيضا الاشتباك مع الزوارق والسفن المعادية وتدميرها بواسطة صواريخ جو سطح، وهي تنطلق من أسطح سفن جلالة الملك وتعتبر ذراعا طويلة وفعالة لسفن جلالة الملك وللقوات المسلحة. وتقوم طائرات (السوبر بوما) بالمهام نفسها ولكن انطلاقا من قواعد برية وليس من على أظهر السفن كطائرات (الدلفين) وذلك لكبر حجمها.. كما أنها تستطيع نقل أفراد المشاة والتجهيزات البحرية وتقوم بدعم مشاة البحرية في الميادين المتقدمة وهي مزودة بصواريخ جو سطح متطورة وبمدافع رشاشة. مشاة القوات البحرية أيضا ذراع آخر لقواتنا المسلحة وهم مدربون تدريبا عالياً على عمليات الإنزال البحري وعلى تمشيط وحراسة السواحل.. إضافة إلى عملهم في المواقع الأمامية في الداخل وبالتنسيق والتزامن مع باقي أفرع القوات المسلحة.. وقد كان لمشاة البحرية دور محوري في تطهير مواقعنا الحدودية من المعتدين. ما أريد أن أقوله هنا أن حدودنا ومياهنا البحرية يحرسها جنود مؤهلون تأهيلا عاليا ويمتلكون أحدث المنظومات التسليحية البحرية في العالم.. وأن لا خوف البتة من أي تسلل أو اعتداء من قبل أي متهور. عميد بحري متقاعد