وصل فريق إعلامي مساء أمس الأول إلى سفينة الملك (الرياض) الموجودة على الأسطول البحري لمنطقة جازان، للمشاركة في حماية الحدود البحرية من خطر المتسللين المعتدين، ووصلوا إليها للمرة الأولى، وذلك بعد رحلة استمرت 35 دقيقة، استقلوا خلالها طائرة هيلكوبتر من نوع (سوبر بوم) في خطوة تكريمية قدمت للمشاركين في تغطية أحداث المواجهات، وذلك للمرة الأولى في تاريخ السعودية، وترأس الوفد الإعلامي العميد البحري الركن معيض الشمراني قائد القوة البحرية بجازان. وأكد العقيد البحري ركن علي القرني قائد السفينة، أن جميع طاقم السفينة من ضباط وأفراد يعملون ليل نهار، وعلى أفضل مستويات التدريب لحماية ورصد أي عدوان، وقادرون بعون الله على حماية حدودنا البحرية، ولن نسمح كما قال خادم الحرمين الشريفين بتطاول على شبر واحد من حدودنا، وأضاف أن سفينة الملك (الرياض) مزودة بكامل الأجهزة المتقدمة والمراكز القتالية، ولديها مهام خاصة في التعامل مع الأهداف السطحية والجوية وتحت السطحية ورصدها وتدميرها، وكذلك أجهزة المراقبة والتشويش والتنصت. إلى ذلك أجريت تدريبات قدمها طاقم السفينة بقيادة العقيد البحري ركن علي القرني لتأمين الحدود بكل دقة، وجسدت التدريبات والروح المعنوية العالية التي يظهر بها الضباط والأفراد، الشخصية التي تميز رجال القوات البحرية، فيما قال قائد السفينة: “إن أجهزة الملاحة للسفينة تتولى الكشف عن عمليات التسلل، حتى لو كانت أجزاء صغيرة، من خلال أجهزة متطورة على متن السفينة”. وشاهد الوفد الإعلامي فعاليات من حرائق وهمية في حالة سقوط صاروخ على السفينة، وكيف يتم السيطرة عليه من قبل أفراد الطاقم، وتدريبات قتالية في التصدي وكشف عمليات التسلل. وقال العميد معيض عبدالرحمن الشمراني قائد القوة البحرية بجازان: “إن السعودية تقع في موقع استراتيجي مهم، حيث تقع على ثلاثة مضايق مهمة، يمر عبرها معظم واردات وصادرات السعودية، حيث إنها تطل على الخليج العربي من الشرق والبحر الأحمر من الغرب”، وأضاف: “أنشأت السعودية قوات بحرية على قدر عال من الجاهزية لضمان أمن وحماية بحارنا الإقليمية والاقتصادية وسواحلنا، والاستعداد للمشاركة مع باقي أفرع القوات المسلحة لأداء واجبها نحو وطننا الغالي”. كما أوضح أن القوات البحرية تختلف في مجال عملها عن باقي القوات المسلحة، وأشار إلى أن هذا الاختلاف يأتي من اختلاف بيئة العمل تحت ظروف مناخية مختلفة، والأعمال التي تنفذها القوات البحرية، فالقوات البحرية تتعامل مع مختلف الحروب كالتالي: الحروب البحرية السطحية (ضد السفن) والحروب الجوية (ضد الأهداف الجوية) والحروب تحت السطحية (ضد الغواصات) والحروب الإلكترونية، والحروب البرية (تنفذها مشاة البحرية مع طيران القوات البحرية والوحدات الخاصة والضفادع البشرية) وجميع هذه الحروب قد تجتمع كلها في سفينة واحده متعددة المهام. وأضاف: “لكل من هذه الحروب تخصصات فرعية ولها أسلحتها ووسائلها المختلفة، حيث يتوافر لدى القوات البحرية أعداد مختلفة من السفن من الفرقاطات بأنواعها وسفن الإمداد وسفن المطاردة الصاروخية وسفن الدورية الصاروخية وسفن كسح الألغام وقانصات الألغام وزوارق الدورية السريعة والزوارق الساحلية السريعة وسفن الإنزال البحري.. كما يتوافر للقوات البحرية أنواع مختلفة من الطائرات العمودية والطيارين المؤهلين، حيث يختلفون عن نظرائهم من القوات الأخرى بالهبوط على السفن المتحركة، ومن هذه الطائرات ما يعمل على ظهر السفن، ومنها ما يعمل على اليابسة، وتحمل أسلحة مختلفة، منها ما هو مضاد للسفن ومنها ما هو مضاد للغواصات”. وعلى الجانب البري يتوافر لمشاة البحرية ووحدات الأمن البحرية الخاصة مختلف الأسلحة والمعدات التي تمكنهم من أداء مهامهم على اليابسة، مثل العربات والمدرعات بأنواعها والتجهيزات الملحقة عليها. ويتم نقل المشاة والوحدات الخاصة عن طريق البحر وإنزالهم على الشواطئ والجزر بواسطة سفن الإنزال والطائرات بكامل معداتهم لأداء المهام المختلفة، والوحدات البحرية الخاصة التي تتميز بالعمل في البحر والبر، ويتم إنزالهم على السفن واليابسة، وكذلك بالإسقاط المظلي، كما تتميز القوات البحرية بالمرونة حيث يمكنها الوصول إلى مختلف المناطق التي تطل على البحر في أي مكان في العالم، بالإضافة إلى الأعمال العسكرية التي تقوم بها فإن سفن وطائرات القوات البحريه تشارك الجهات الحكومية الأخرى في عمليات البحث والإنقاذ وحماية البيئة ومكافحة التلوث، وأكد أن كل ما ذكر لم يأت من فراغ حيث إن هناك مراكز قيادة وسيطرة متطورة وجهات مساندة لتمكين الوحدات من أداء عملها على الوجه المطلوب حيث تتوافر المعاهد والكليات والمدارس ومراكز التدريب المختلفة، وخلف كل ذلك القيادة السليمة التي لا تألو جهدا في سبيل تطوير وتقدم القوات البحرية.