• في دروب الحياة قد تأخذك الأماكن إلى رحلة لا نهاية لها، وقد تأخذ أنت من هذه الأماكن ما خف حمله و ثقل سعره أو هكذا قال الراوي . • جدة مدينة يحبها زائرها من أول نظرة فكيف حينما تكون هذه المدينة تجربة حياة لمن عاشوا معها رحلة شكلت كل شيء في دواخلهم و ارتبط بها كعاشق ولهان . • كم هي بهية جدة وكم هي فاتنة وكم هي شهمة مع كل من طرق بابها . • لم أجد بدا من أن أبكيها و أنا أرى شيئا من مفاتنها تستباح في صباحية الأربعاء الحزين . • ذهبت بي اللحظة .. لحظة الوجع إلى السؤال عن مشاريع أقرت ووعود سمعنا بها فقلت آه لمن خان العروس . • المشهد لم تقدمه لي صورة ولم يرسمه لي فنان، بل شاهدته فبكيت حزنا على من دفعوا أرواحهم قربانا لإنقاذ العروس . •قدر يا صديقي ولا مفر من القدر سيل جارف يا عزيزي ولا مهرب من السيل فمن يعزي من ؟ • أرتال السيارات بمختلف أحجامها تحولت إلى مأساة أو بالأحرى إلى شاهد على أن الفاجعة مرت من هنا . • تحولت الفاجعة إلى رواية أشبه بالأساطير تكتب في الصحف و تردد في المجالس لكنها هذه المرة بدمغة الحقيقة . • بعد أن هدأت العاصفة و فاق الناس من هول الفاجعة صحوا على كارثة أخرى الضحية فيها الحسناء جدة . • التشوهات وصلت إلى درجة أنكرت معها أن تكون هذه جدة . • يا ترى إلى أي مدى شاركنا العالم حزننا على بنت النور . • من جدة إلى جدة والحكاية واحدة لماذا نامت الأيادي العاملة ومن جدة إلى جدة و الأسطورة تردد الموت مر من هنا . • شعرت بالتعب و بالألم وبالحسرة و أنا أرى جدة تغرق والأمين يقول لقد فاجأنا السيل. • من الجامعة إلى شارع الستين و من قويزة إلى حي العدل ومن الكندرة إلى الشرفية ومن الجنوب إلى الشرق المأساة واحدة . • لن أعاتب أحدا ولن أجادل أحدا و لن أسأل أحدا، لكنني بكل تعب أقول جدة هذه المرة لن تسامح . • تغنى بها شعراء الفصحى و العامي وشدا لها و بها كبار الفنانين واليوم تنتظر من يواسيها ومن يكفكف دموعها . • أوليس هي من قال عنها الشاعر بأنها «غادة هيفا» أوليس هي من قال لها آخر لو أقول الشعر جدة ما كذبت . • إنها هي التي أنصفت التاريخ من التاريخ نفسه فمن ينصفها وهي تلتحف السواد حزنا ولم أقل احتجاجا . • لم نكن ننتظر من أحد أن يدافع في يوم المأساة عن عمله، ولا من آخر يضع المسؤولية على عاتق أمين سابق بقدر ما كنا ننتظر إلى تنظيف مواقع الكارثة من رائحة الموت . • جدة ربما لن تحزن على ما ألم بها بقدر ما ستحزن على من أخذهم الموت على حين غرة من أمرهم و حزنها هذه الوهلة كبير وهل هناك أكبر من حزن أم على فقد أبنائها . • نسي سكان جدة فاجعتهم في ما حل ببعضهم من مصائب أدت إلى فقدان أسرة وتشريد أسر أخرى وراحوا يسابقون الوقت لإنقاذ أمهم من الموت . •صرخ واحد وردد آخر جدة تغرق .. لا جدة لن تموت .. جدة يا جدة ... ولم تسعف الحناجر أهلها ليصل الصوت . • فمن عمق الألم يلد أحيانا كلام فهلا قبلتم كلامي ألما صنعته المأساة . للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 251 مسافة ثم الرسالة