توجد قاعدة يستخدمها المسؤولون عن ترسية المناقصات الحكومية وهي أن تفتح المظاريف المقدمة من المؤسسات الراغبة في تنفيذ المناقصة المعلن عنها، للتأكد من التزام المتقدمين بالشروط والمواصفات الواردة في الكراسة الفنية ثم ترسى المناقصة على المتقدم بأقل سعر من بين المتقدمين للفوز بالمناقصة، وهذه القاعدة وإن كانت مقبولة إلا أنها ليست كذلك عند الدخول في التفاصيل، لأن مما يلاحظ عليها هو أن ما يوصف بأنه أقل سعر قد يعني أنه فعلا السعر الأقل الذي لا يمكن النزول عنه إلى ما دونه وإلا حلت الخسارة بالمؤسسة التي رست عليها المناقصة، ولكن كيف يكون هو السعر الأقل الذي لا يمكن تجاوزه إلى ما دونه إذا كانت المؤسسة تستطيع ترسية المناقصة نفسها أو بعض أعمالها ترسية «من الباطن» ثم تربح تلك المؤسسة وتربح أيضا المؤسسة التي أخذت المناقصة منها، وفي هذه الحالة إما أن يكون السعر المقدم لنيل المناقصة هو الأقل فعلا فيؤدي ذلك إلى تنفيذ سيء للمناقصة سواء من قبل المؤسسة التي رست عليها المناقصة أم من قبل المؤسسة التي أخذتها من الباطن، فلا تمر سنة أو سنتان حتى تبدأ عيوب سوء التنفيذ تظهر جليا فيحتاج ما نفذ لصيانة أو ربما يزال بالكامل وإعادة طرح مناقصة جديدة لتنفيذ المشروع نفسه مرة أخرى.. وهذا يعني إهدار أموال عامة سبق أن أنفقت على تنفيذ المناقصة السابقة مع عدم ضمان حسن تنفيذ المناقصة الجديدة لو أنها نفذت بالأسلوب نفسه المعتمد على أقل الأسعار والتنفيذ من الباطن، وهناك احتمال أن تكون أسعار المناقصات المقدمة للمنافسة عالية جدا وأن وجود سعر أقل لا يعني أنه قليل بالفعل ولكنه أقل من غيره فقط وإلا فإنه مرتفع قياسا بما هو مطلوب تنفيذه في المناقصة من بناء وصيانة أو توريد بضاعة، وفي هذه الحالة فإنه ينبغي ملاحظة حساب التكلفة الفعلية لكل مشروع أو مناقصة حكومية ثم وضع هامش ربحي معقول لها فإذا فتحت مظاريف المناقصات ووجدت اللجنة المكلفة بهذا العمل أن أقل سعر مقدم من المؤسسات المتنافسة يقارب سعر التكلفة إضافة على هامش ربح معقول فعندها يكون السعر الأقل مناسبا وترسى المناقصة على المؤسسة التي قدمته وتحاسب على التنفيذ حسب الشروط والمواصفات.. وإن وجدت اللجنة أن السعر الأقل مبالغ فيه فإنه لا معنى لوصفه بأنه السعر الأقل وإن كان الأقل من غيره ولا بد في هذه الحالة من طرح المناقصة مرة أخرى للحصول على سعر مناسب حيث لا ضرر ولا ضرار!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة