عادت جدة تلملم شتات أوصالها التي مزقت بفعل الفساد قبل المطر. عادت لتحكي ظلم ذوي القربى وبهتان زمن جائر. عادت بعد أن كشف أهلها عورتها أمام الأعين المحدقة. عادت بعد أن نصبت سرادق العزاء في عيد بلله الحزن وطوقته الفجيعة. عادت لتقول لهم: حان يوم الإنصاف وحلت ساعة المحاسبة. كيف لجدة أن تزرع أبناءها في بطون الأودية دون أن تعلم. كيف لها أن صارت رشفة موت وهي ترياق حياة. كيف لها أن أغرقت عشاقها في الماء وعشقهم منبعه الماء. كيف كان المطر الذي يهطل لتهتز الأرض وتربو، قاتلا مع سبق الإصرار والترصد، في عرف من اؤتمن على جدة. المتآمرون على موت وخراب جدة، سيموتون وتبقى جدة تغني مواويل البحر والأشرعة والمحار. الفاسدون المغلبون مصالحهم سيكونون ماضيا يدفن مع جثث الغرقى وركام الطين ومخلفات ما تهدم من المدينة. الغارقون في أنفسهم لن يجدوا لهم مكانا فيها، والبحر لا يبتلع إلا من تحدى غضبه. والمتلاعبون بجغرافيا المكان وديمومته سيرمى به في مزبلة التاريخ. انتهى الدرس يا أغبياء. لم تتعلموا في وقت الرخاء فكيف تتعلمون في الشدة. جاء التدخل الملكي حاسما كسيف مقاتل في زمن ندر فيه النبلاء. اقطعوا دابر الفاسدين ولا تأخذكم بهم لومة لائم. لا فرق بينهم وبين العابثين بأمن البلد. كلهم يتاجرون بالوطن وبأرواح الناس وممتلكاتهم. في الأمر الملكي غضب وحزن وحزم. فيه تبصر بحقيقة أمر أنعدمت فيه المسؤولية وتوارت عنه الأمانة، ونصا جاء «هذه الفاجعة نتجت عن أمطار لا يمكن وصفها بالكارثية». جاء الأمر بردا على نار فراق الأحبة والأهل من الشهداء، حارا على برودة وجه كل متراخ منتفع فاسد بائع ذمة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة