* للكتابة في دمي أشياء أجمل من أن أتركها تمر هكذا دون أن أضعها هنا أمامكم أنتم أيّها القرّاء الفضلاء، الذين أحبّهم جدًا، ولكل الذين أحب أهدي من مدينة كوالالمبور هذه الأرض اللذنة، التي تمنح الأحياء الفتنة. هذه الأرض التي لا تحتفظ سوى بالصورة الأنيقة، وبالرغم من هطول المطر الدائم إلاّ أنني فشلتُ في أن أرى قطرة ماء على خدود الأرض، لتظل قبل المطر وبعده كالورقة الناصعة، وأظل أنا واقفًا والحزن يلفني، ويغرس في دمي أنياب اليأس والبؤس وسموم الأسئلة التي أرهقتني جدًا، وخلقت في سكوني هذه الفكرة لأكتب لكم بعض ما يهم وطني الذي غادرته ليس إلاّ من أجل أن امنح أسرتي رحلة سعيدة لأعود لكم، وبالسرعة القصوى، وفي يدي من ماليزيا هذا البلد الرائع حد الدهشة والفاتن بكل ما تعنيه هذه المفردة الناعمة وأعود أنا عن قراري بالتوقف عن الكتابة، وكلي يتهدم ليس إلاّ من أجل الوطن.. * ولدت الحسرة بمجرد إحساسي بالفرق الشاسع بين ما تنفقه الدولة على مدينة واحدة كمدينة جدة هذه المدينة التي أراها تصر على الموت، ويتحول كل ما فيها إلى مآسٍ ومتاعب لمجرد مرور سحابة عابرة بينما هنا وفي مدينة كوالالمبور، والمطر الذي يظل يهطل على مدار الساعة تظل المدينة تزداد بريقًا ونشوة ولا شيء يتغير وكأن شيئًا لم يكن لأكتشف السبب الذي يعود للإنسان الماليزي الذي أخلص للأرض وجمع في ذهنه كل ما تحتاجه، وحين انتهى قدمها للناس وهو في قمة الشموخ، وهو الفعل الذي لا نتقنه نحن ليس لأننا أغبياء، ولا لأننا أغنياء بل لأننا لا نختار للمهمات من يديرها بأسلوب علمي، بل بأسلوبنا نحن ليكون القرار الشريك الأول في صناعة النهايات التعيسة، وهي حقيقة منجزاتنا الهشة ومدننا التي قامت وطرقها مهدمة وبنيتها التحتية غير مكتملة، مدننا التي تحاصرها الفوضى وتقتلها العشوائية ويكون الضحية الإنسان الذي عليه أن يدفع الثمن نظير ماذا لست أدري!! فهل أكون منصفًا حين أقول لكم: إن ما ينقصنا هو إخلاصنا للأرض وحبنا لها لا أكثر.. * خاتمة الهمزة.. في زمن دقيقة اكتشفت أن مَن بنى ماليزيا هو إنسانها المنظم، إنسانها الذي لا يكذب، ولا يسرق، ولا حتى يرمي بالقشة على الأرض. إنسانها الذي يؤمن بأن أرضه هي أهم ما في حياته، وهي كل اهتماته؛ ولأن للعقل قيمة أقول لكم قبل أن انتهي كيف حالكم؟؟ هذه خاتمتي.. ودمتم. [email protected] m