في محاولة لمنع البرلمان الأوروبي من الموافقة على تعيين البارونة البريطانية كاثرين آشتون لمنصب وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، اتهمها معارضون بأنها حصلت على دعم مالي من الاتحاد السوفيتي سابقا حين أشرفت على خزينة مؤسسة «الحركة من أجل نزع السلاح النووي» البريطانية غير الحكومية في ثمانينيات القرن الماضي، استنادا إلى المعلومات التي قدمها المنشق السوفيتي فلاديمير بوكوفسكي. ووفقا للمعلومات نفسها فإن كاثرين آشتون انتسبت إلى عضوية الحزب الشيوعي البريطاني. ونقلت صحيفة «تايمز» عن النائب الأوروبي جيرارد باتين قوله إن المنشق الروسي فلاديمير بوكوفسكي الذي يحظى باحترام العالم، كشف النقاب عن مئات الوثائق السوفيتية السرية التي تثبت أن موسكو قدمت دعما ماليا إلى دعاة نزع السلاح النووي حول العالم في ثمانينيات القرن العشرين. وأنكرت كاثرين آشتون ما أطلق بحقها من اتهامات. وعزت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» أسباب تشنج اليمين الأوروبي إلى اختيار أصحاب التفكير العملي البراغماتي الذين لن ينشغلوا بمطالبة روسيا بإعلان توبتها عن الماضي السوفيتي، للمناصب العليا في الاتحاد الأوروبي. رغم هذا، يعود منصب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في النهاية إلى آشتون. المفوضة الأوروبية لشؤون التجارة منذ أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2008، وتعد خبيرة اقتصادية. إعلان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند عن رفضه تولي منصب وزير خارجية أوروبا، أفسح المجال أمام آشتون لتصبح أفضل بديل له، خاصة بعد أن لقي ترشيحها تأييدا واسعا من المعسكر الاشتراكي الأوروبي. تعيين آشتون في هذا المنصب الرفيع والمغري في بروكسل، جاء كذلك تلبية للأصوات النسائية التي طالبت بمنح امرأة أحد المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي، فكان من نصيبها منصب رئيسة الدبلوماسية الأوروبية للسنوات الخمس المقبلة.