بروكسيل، لندن – أ ب، أ ف ب - البريطانية كاثرين اشتون التي ستتولى إدارة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، وجه مجهول حتى في بلدها، اذ أنها لم تشغل منصباً دولياً سوى خلال السنة الماضية، كونها مفوضة التجارة في الاتحاد الأوروبي. اشتون (53 سنة) وُلدت في ابهولاند شمال شرقي انكلترا ودرست الاقتصاد في جامعة لندن، لكنها لم تُنتخب مطلقاً لأي منصب. عملت لحساب جمعيات خيرية تهتم بمسألة المساواة والصحة العامة، إحداها تابعة لولي العهد البريطاني الامير تشارلز. بطلب من حزب العمال الذي تنتمي اليه، مُنحت عام 1999 لقب البارونة اشتون من ابهولاند، ودخلت بذلك مجلس اللوردات في مجلس العموم البريطاني. وبعد سنتين، اصبحت سكرتيرة الدولة للتربية قبل ان تتولى مناصب مماثلة في الشؤون الدستورية والقضاء. وعندما أصبح غوردون براون رئيساً للوزراء في حزيران (يونيو) 2007، عيّنها على رأس مجلس اللوردات مكلفة تسهيل تبني مشاريع القوانين الحكومية في المجلس. وفي منصبها هذا، ساهمت في ضمان اقرار معاهدة لشبونة التي نصت على انشاء المنصب الذي ستشغله. وكان اشتون أحدثت مفاجأة، بتوليها منصب المفوض الأوروبي للتجارة خلفاً لمواطنها بيتر ماندلسون عندما عاد الى الحكومة البريطانية عام 2008 ليشغل منصب وزير التجارة والصناعة. وأوردت صحف بريطانية حينها ان ماندلسون طلب من براون تعيين امرأة في مكانه، لأسباب تتعلق بالمساواة. لم تلمع اشتون كثيراً في هذا المنصب، والذي أبرم خلاله الاتحاد الاوروبي مع كوريا الجنوبية أهم اتفاق تجاري تم التفاوض حوله مع بلد، فيما اوشك الاتحاد على التوصل لاتفاق حول الملف الشائك الذي تمثله صادرات الموز الى أميركا اللاتينية. وعملت ايضاً على مفاوضات «منظمة التجارة العالمية»، وساهمت في ازالة الجليد في العلاقات التجارية مع الولاياتالمتحدة، بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق جورج بوش. وأثار اختيار اشتون لقيادة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، استغراب مراقبين تساءلوا: «من تكون هذه السيدة؟». وبعد تعيينها، ردت اشتون على معارضيها الذين يأخذون عليها نقص خبرتها الديبلوماسية، قائلة: «سافرت كثيراً في اوروبا بصفتي وزيرة للعدل (في بريطانيا) وكنت دائماً مفاوضة». وأضافت: «أحكموا عليّ في ما سأفعله، واعتقد أنكم ستكونون مسرورين وفخورين بي». وأكد احد زملائها المفوضين انها «لا تملك تجربة في السياسة الخارجية، لكنها امرأة قديرة وتتعلم بسرعة». ورحّب براون باختيار اشتون، مؤكداً انها سياسية «محنكة جداً» ومفوضة أوروبية «عملت بفاعلية كبيرة وفي شكل لامع» وستسمح لبريطانيا بالبقاء «في قلب أوروبا». اما المستشارة الالمانية انغيلا مركل فقالت ان اشتون «شخص كفؤ جداً وقادرة على تولي المنصب». شاركت اشتون في سبعينات القرن العشرين، في حملة ضد الاسلحة النووية، وستقود الآن جهود الاتحاد الاوروبي لكبح البرنامج النووي الإيراني. اشتون متزوجة من بيتر كيلنر وهو معلق سياسي ورئيس معهد استطلاعات الرأي «يوغوف»، ولهما ولدان، صبي وبنت.