يركض الصحافيون بينما هو يمشي، هكذا علمت العسكرية مدير الأمن العام الفريق سعيد القحطاني أن يكون سريعا، لكن دون عجلة. يجبر الفريق القحطاني من يعرفه إلى أن يستمع إليه أكثر، ليس في لغته العملية والإنسانية غير التعامل بدقة وهدوء ومباشرة، سلاحه الخبرة، وميزته العقلانية والحكمة التي أصبحت ملازمة لاسمه أينما ذكر. طاف مدير الأمن العام جسر الجمرات والممرات المؤدية إلى قلب مشعر منى، ودارت أعينه بين الشاشات في مركز القيادة والسيطرة على كل شبر في أرض المشاعر المقدسة؛ حفاظا على سلامة كل إنسان يضرب برجله أودية الحج، أملا في الرحمة والمغفرة. يدخل الفريق القحطاني ساحة الحج مسلحا بعقود من العمل الأمني في مواقع عدة؛ كان أبرزها قيادة منطقة مكةالمكرمة التي شهدت حلحلته لقضايا أمنية شائكة ارتبطت بدماء وممتلكات، فكان أول من تصدى لها بخبرة في اختصاص التحقيق وفنون الأمن الأخرى. لا يمل مدير الأمن العام من الوقوف الميداني المتكرر على جاهزية الرجال والمعدات، فهو يرى نفسه رجل ميدان، بينما تبقى المكاتب للعمل الرسمي التكميلي. يبدي الفريق القحطاني كثيرا من التفاؤل في حج هذا العام، رغم جيش من الحذر، والقلق يعتريه في كل ثانية ووراء كل خبر يرد إليه، مستمرا في ركضه ومتابعته للتطوير في جهاز الأمن، وكان آخرها هذا العام تطوير مراكز القيادة والسيطرة إثر تزويدها بالتقنيات الحديثة التي تساعد على قياس الحشود سواء في الطرقات أو في المشاعر. ويرجع مدير الأمن العام النهضة التقنية والفكرية لرجال الأمن والأجهزة التي يستخدمونها إلى أمير الأمن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز، والمتابعة المستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف. أهم خطوط التحديث التي يشرف عليها القحطاني هذا العام، استحداث قيادة متخصصة في حركة المشاة ودعمها بما تحتاج من الكوادر والأجهزة والآليات، وإنشاء القوات الخاصة لأمن الحج هي إضافة جديدة لرفع مستوى الأداء لخدمة الحجاج. يمزج الفريق القحطاني بين صرامة العسكريين القدامى، وثقافة رجل الأمن المتطور الساعي إلى معرفة كل جديد حوله يساهم في حماية الناس وممتلكاتهم.