طالبان كسبت الحرب في أفغانستان!، المسألة مسألة وقت وعن قريب سوف يعود الملا عمر إلى كابول، وقد تحظى إمارته الجديدة باعتراف الولاياتالمتحدة، قد لا يكون هذا خبرا مفرحا لمن يكرهون النموذج الطالباني الذي يمثل الوجه المظلم للإسلام، لكن انتصار أمريكا مسألة لا تصنع الفرح، فقد تعاملت مع العالم بغرور حين ذهبت إلى الحرب في أفغانستان، وطغت وتجبرت على شعب فقير لم يكن يستحق كل هذه القذائف التي ألقيت على رأسه، حاولت أمريكا تطبيق مشاهد هوليوود في قندهار، لكن نهاية الفيلم لم تأت كما أراد كاتب السيناريو!. كانت حربا خاسرة منذ البداية، أغنى دولة في العالم أرادت أن تستعرض قوتها على أفقر دولة في العالم، معركة بين طرفين؛ أحدهما يملك الكثير ليخسره والآخر لا يملك شيئا لا يخسره، لذلك كانت لعبة الزمن هي العامل الأساسي الذي يحدد الطرف المنتصر في هذه المعركة الكاريكاتورية، كلما مر شهر إضافي ازدادت خسائر أمريكا وتضاعفت أرباح طالبان، وفي قلب الصحراء القاحلة، التقى الخصمان؛ أحدهما كان يحمل الذهب والفضة والآخر كان يعرف مكان وجود الماء.. فأيهما يملك فرصة للبقاء على قيد الحياة؟!. أمريكا اليوم تائهة في مجاهل أفغانستان تشعر بأوجاع البطن وآلام الظهر التي سبق أن شعرت بها بريطانيا وعانى منها الاتحاد السوفياتي، في هذه البقعة الجرداء من العالم تفضل الدول العظمى أن تكتب استقالتها من التاريخ، لم تفلح في بناء الدولة الديمقراطية التي بشر بها بوش، ولم تمحُ طالبان من الوجود، كما كان يخطط رامسفيلد، وهي اليوم تدرك أكثر من أي وقت مضى أن عربتها الثقيلة عالقة في طريق رملي ليست له نهاية. لم يعد أمام أمريكا من خطة لتأمين هروبها من أفغانستان سوى تكوين مليشيات تحارب طالبان!، هذا ما تقوله نشرات الأخبار، أي إنشاء طالبان أمريكية لمحاربة طالبان المعادية لأمريكا، قفا نضحك!، أو قفا نبك لا فرق!، فالولاياتالمتحدة اليوم بحاجة إلى فقيه عربي ومجموعة من المقاتلين البشتون ومجاهدين متطوعين من باكستان أو الشيشان وبعض الأحزمة الناسفة والشعارات الإرهابية كي تداوي علتها بالتي كانت هي الداء!. ولكن مهما كانت طالبان متخلفة وظلامية فإن مقاتليها يحاربون وهم مؤمنون بقضيتهم، هذه حقيقة يصعب إنكارها، بينما طالبان الأمريكية المزمع إنشاؤها، يحارب مقاتلوها من أجل الدولارات، ومن يحارب من أجل الدولارات يسعى دائما للمحافظة على حياته كي يستمتع بدولاراته. طالبان سوف تكسب الحرب الطويلة وتمرغ أنف القوة العظمى في التراب، كل سكان كوكب الأرض كانوا يتخيلون إمكانية حدوث هذه النتيجة الفانتازية.. باستثناء الرئيس الأمريكي الأسبق ووزير دفاعه المغرور!. [email protected]