الحج فريضة يشهدها مسلمون يأتون من أكثر من مائة وثمانين دولة مختلفة السياسات والأديان، وكانت المملكة، ولا زالت ترعى الحج بصفتها الدولة المضيف، مبعدة هذا الركن من أركان الإسلام من مزايدات السياسة، والمذهبيات ليبقى كما كان شعيرة دينية خالصة لله وحده لا تتجاذبه أهواء السياسات، ومصالح الدنيا، وبذلت بلادنا في خدمة الحجيج، وأمنهم المال، والجهد موسما بعد موسم، متغلبة على محاولات تعكير صفوه بالتسييس، والشعارات الذي تسعى له دولة، أو أخرى في كل موسم، لأن المملكة مسؤولة عن تأدية المسلم للمشاعر، وتؤكد على ذلك، ومسؤوليتها أن يكون الناس سواسية في أداء الشعيرة، وأن لا تتعرض سلامتهم، وأمنهم لأي أذى بالتظاهر، والتهييج العاطفي المؤدلج، وأن يؤدي المسلم شعائره حسب مذهبه دون تدخل من أحد بتبشيره بمذهب آخر أو ملة من الملل، فالإسلام الصحيح يقبل هذا التنوع المذهبي من الاجتهادات الصحيحة، ولكنه لا يقبل تسييس الحج لمذهب أو ملة مهما كانت. كما هي الحال في كل عام سمعنا من قادة دينيين إيرانيين ما يشي بنية لتسييس الحج، بناء على برنامج مرجعيات إيران لزرع الفتن المذهبية في محاولتها المستميتة لمد نفوذها المذهبي في المنطقة، وترويج فكر سياسي؛ رغم أن السياسات المذهبية تلقى معارضة شديدة داخل إيران نفسها، والشاهد ما نراه ونسمعه من وصم الإصلاحيين للمحافظين بالدكتاتورية، حيث أصبح الشارع الإيراني ما نراه من قلق واضطراب لما تجر المذهبية الإيرانية نفسها وشعبها إليه من خلق بؤر عنف واستقطاب العداء المحلي، والعالمي، الذي لا يتحمله الوضع الإيراني كما يتصور موجهو العنف الحكومي من المحافظين. هذا الاحتقان السياسي الذي وضع المرشد، والرئيس شعب إيران فيه بما له من مخاطر على المنطقة واستقرارها جعل عقلاء إيران يضيقون ذرعا بهذه السياسات وحال الضيق الاقتصادي الذي يعانيه الشعب الإيراني في وقت تذهب موارده لبناء سلاح استراتيجي يستحيل على إيران استعماله، ويجر لها عداء الخائفين من مخاطر ما تزعم أنه قوة للمشاركة في مقدرات المنطقة. إيران اليوم تمارس نفس أخطاء الرئيس السابق صدام حسين الذي جر العراق، والمنطقة بأسرها بتهور إلى ثلاث حروب قتل فيها مئات الآلاف من الناس، وكان أحد هذه الحروب مع إيران نفسها؛ لكن حكام إيران لم يستوعبوا الدرس. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة