بعد أن أبكت الحرب الإسرائيلية الأولى على غزة الأطفال وروعت النساء وأهلكت الحرث والنسل، أفادت مصادر إعلامية إسرائيلية أن حكومة نتينياهو والمؤسسة العسكرية بدأت تلوح بحرب جديدة على القطاع تحت مسمى «عملية بكاء الرجال» للدلالة على مدى شدة الحرب الآتية، وأن الضربة الأولى ستؤدي لتدمير 215 هدفا للمقاومة. المحللون السياسيون والعسكريون والاستراتيجيون يرون أن الحرب آتية لا محالة، ويبررون ذلك بأن هناك معطيات لها وأول هذه المعطيات هي التصريحات الأخيرة لمسؤولين سياسيين وعسكريين من دولة الاحتلال، أكدوا فيها وجود صواريخ تصل إلى مسافة بعيدة وتطول مدينة تل أبيب في عمق داخل إسرائيل. رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال غابي أشكنازي صرح بأن الحرب على قطاع غزة سوف تكون في فصل الشتاء الحالي، ومسؤول إسرائيلي آخر يصرح بأن الحرب المرتقبة سوف تكون في نفس الميعاد الذي نفذت فيه الحرب الأخيرة على القطاع في الذكرى السنوية الأولى، وأن هذه الحرب سوف تكون قصيرة جدا. محرر الشؤون العسكرية في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أليكس فيشمان قال إنه يمكن الافتراض بأن المواجهة ستستأنف بحجم واسع في يناير المقبل، مع ختام سنة على حملة «الرصاص المصبوب». ولفت فيشمان المقرب من دوائر صنع القرار في المؤسسة الحربية الإسرائيلية إلى أن العد التنازلي للحرب المقبلة على غزة قد بدأ بالفعل الخميس الماضي. وزعم فيشمان أن حركة حماس أجرت في ظل حالة الطقس العاصفة تجربة أولى على صاروخ بعيد المدى أطلق من شاطئ غزة نحو البحر، موضحا أن حركة حماس بذلت كل جهد مستطاع لإخفاء هذا الإطلاق عن العيون الإسرائيلية بحسب زعمه. ورأى فيشمان أن تجربة حماس المشار إليها تأتي ضمن تطبيقها أحد الدروس المركزية من الحرب التي شهدتها غزة مطلع العام الجاري، حين قال إن قادة المنظمة توصلوا إلى الاستنتاج بأنه طالما لا تكون في أيديهم صواريخ تهدد تل أبيب، فليست لديهم أية ورقة حقيقية تؤثر على الرأي العام في إسرائيل وتردع بشكل حقيقي الحكومة والجيش الإسرائيلي.