أكتب هذا المقال بوصفي مواطنا سعوديا، له رأيه الخاص، أنا مسؤول عنه، وأعلنه من منبر سعودي خاص (صحيفة عكاظ). من الأخبار السارة التي يحسن بحجاج بيت الله الحرام، أن يعلموها أنهم سيتنقلون العام المقبل إن شاء الله، في مشاعر الحج، بواسطة قطار سريع رصدت له حاضنة الحرمين الشريفين (الحكومة السعودية) (6.75) مليار ريال، وكل المختصين في علم النقل، يدركون أهمية استخدام القطارات، بيد أن الذي لا ينبغي التنكر له، أن الحج إلى بيت الله الحرام، يجد إنفاقا كبيرا من حجم الدخل الوطني السعودي، بل الحكومة السعودية هي الدولة الوحيدة في العالم، التي ترصد ميزانية خاصة للحج، وهي لا تمن على أحد بذلك، بل ترى أنه واجبها تجاه الحج والحجاج، غير أنه من المؤسف حقا أن يسخر نظام الملالي في إيران الحج لأغراض سياسة، لم يشرعها الله عز وجل، ولا رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وحجاج بيت الله الحرام كلهم يعلمون أن الله فرض الحج، لعبادته، وللتعارف، وللتآلف بين المسلمين، وليس ميدانا لرفع شعارات سياسية، كما يشهدون في الوقت نفسه الأموال التي تضخ في المشاعر المقدسة، لرفع مستوى الرفاه الاقتصادي، والأمني، والصحي، والغذائي، والتنظيمي للحجاج، ثم يأتي من يعبث بأمن الحج، زاعما ضرورة البراءة من المشركين، ولا أدري إذا كان يعلم أن «مكةالمكرمة» خلو من المشركين، وكذلك المشاعر المقدسة، فضلا عن «المدينةالمنورة»، أم أنه يحرص على المسيرات في مكة، ويقمعها في طهران، أليس من المناسب أن يكون جريئا فيعلن هذه البراءة في: طهران، وقم، وكربلاء، والنجف؟. إن أمن الحج والحجاج، خط أحمر لا يجوز لأحد كائنا من كان تجاوزه، وغير قابل للمساومات، ولا أحد فوق أمن الحجاج، ورعاية مصالحهم، والعناية بشؤونهم، فتلك أمانة تقلدتها الحكومة السعودية، منذ أكثر من مائة عام، تؤديها طائعة مختارة، لا ترجو سوى وجه الله، وخدمة الحرمين الشريفين، وتسهيل تنقلات الحجاج، وحفظ أمنهم، وسلامتهم، واستقرارهم، ولا مجال هنا للتخلص من الخصوم السياسيين على حساب أمن الحجاج وراحتهم، فقد ترسخت قناعة الدولة والمواطنين، بأنه ليس من حق أحد الاعتداء على أمن الحجاج، ومن يفعل ذلك فقد ارتكب إثما عظيما، واعتداء خطيرا، غير مقبول منه البتة، فهو يهدد الحجاج كافة، ويبرز قصور النظرة الدينية. ليس من حق أي إنسان في العالم، أن يحول الحج من مناسبة دينية إلى مظاهرة سياسية، تعكر صفو أمن الحجاج، وتعرضهم للأخطار، ولا يرتدع نظام الملالي في طهران، من إحداثه اضطرابات، وترويعا، وإشغال الحجاج عن عبادة الله، أثناء حج العام 15407ه، (1986). وإذا كانت هناك أصوات في إيران، تطالب بنقل حج بيت الله الحرام إلى «قم» فهذه دعوة على المسلمين كافة دراستها، وتمحيصها، لمعرفة أهدافها ومراميها، أما أنا فأقول: إنه يتحمل هو وحده وزرها، ومطلوب منه التوبة إلى الله، وليس سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ (مفتي المملكة العربية السعودية) الذي زعم أحد أعمدة نظام الملالي في إيران أن عليه التوبة إلى الله، لأن سماحته طالب بعدم تسييس الحج، وهي مطالبة اتفقت معه فيها منظمة المؤتمر الإسلامي، حين أعلن المتحدث الرسمي باسمها (السفير عطا المنان بخيت) أن «الحج مناسبة دينية عظيمة، يجب أن يكون هدفها توسيع قاعدة التعارف بين المسلمين، مهما اختلفت دولهم ومذاهبهم. حيث يجب أن يتوحدوا جميعا في قبلة واحدة، بما يجعل هذه المناسبة تسهم في تعزيز التضامن الإسلامي»، كما دعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة المسلمين كافة، إلى «احترام قدسية الحج، وعدم استغلاله في أي أعمال، منافية للمقاصد الشرعية» وحثت الحجاج «على الالتزام بتعاليم الإسلام، والتحلي بآدابه، والابتعاد عن أي ممارسات أو أعمال، تتنافى مع قدسية هذه الشريعة الكبرى». أكرر رأيي الذي قلته قبل أيام: «من يلعب بالنار تحرقه». فاكس: 014543856 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة