في منزل الشهيد محسن الزهراني، في حي المثناة في الطائف، امتزجت دموع الفرح بالحزن، وعبر والده المتقاعد من الحرس الملكي، عن فخره أن ابنه مات مدافعا عن أرض الوطن، وقال «أعلنها اليوم بأني أقدم أبنائي عبد العزيز وعلي مكان ابني الشهيد محسن وفي أي وقت». وكان والد الشهيد تلقى اتصالا من ابنه من الجبهة في تمام الساعة السادسة وأربعين دقيقة مساء، أي قبل استشهاده بخمس ساعات، وعبر لوالده فرحته الغامرة بالتقدم للمواقع الأمامية مع زملائه البواسل، وطلب منه الاهتمام بابنيه مشاري (6 سنوات) وروبي (7 سنوات)، وأبدى قلقه عليهما في منزلهم في خميس مشيط وأوصى بسداد فاتورة الكهرباء حتى لا تنقطع عن منزله. وتسترجع زوجة الشهيد الزهراني آخر عبارة قالها قبل أن يودعها من منزله في خميس مشيط متوجها إلى ميدان المعركة، حينما قال لها «هذه الصورة اجعليها ذكرى لك»، وذلك بعد أن ارتدى الزي العسكري ووقف في صالة المنزل وطلب منها أن تلتقط له صورة لتبقى ذكرى، فالتقطت الزوجة صورة لزوجها وكتبت عليها «أمير الروح». ويؤكد عم الشهيد علي عوض الزهراني «أننا جميعا فداء للوطن للذود عن مقدساته، ولدينا الاستعداد التام للتوجه الى ميدان المعركة». ويؤكد أشقاء الشهيد علي وعبد العزيز وأحمد ومحمد أنهم يقدمون أرواحهم مكان شقيقهم الذي استشهد في المعركة، ويتمنون أن يتم قبول عبد العزيز وعلي في وظيفة عسكرية ليساهما في الدفاع عن الوطن الغالي. ويقول حسن موسى الزهراني شقيق زوجة الشهيد إن ابنيه روبي ومشاري، كانا يكثران السؤال عن والدهما، وكنا نقول لهما «إنه في المعركة وسيعود»، ويؤكد حسن أن شقيقته (زوجة الشهيد) أكدت أن هناك مبالغ مالية مسجلة على زوجها في منزلهم في خميس مشيط وطالبت بسدادها.