محمد، مقيم أندونيسي في مكة، قرر أداء الحج بشكل منفرد لذلك لم يسجل في الحملات، مما اضطره للافتراش في الطرقات لعدم وجوده مكانا ملائما للجلوس فيه، مع كثرة الازدحام وضيق المشاعر، وبذلك أصبح مصدر إزعاج للمارة مع باقي المفترشين. ولاشك أن مثل هذا السلوك الخاطئ يسبب عنتا ومشقة للحجاج والسيارات والمارة، والتي قد تلحق الأذى بالمفترشين أنفسهم. محمد، الذي قضى يومه في منى العام الماضي متنقلا من طرقة إلى أخرى عانى من مشقة كبيرة، لعدم وجوده مكانا يقضي فيه ليلته اقتداء بالسنة المطهرة، مما دفعه لقضاء ليله مستيقظا ومتنقلا من مكان إلى آخر. وبعرض قصة الحاج محمد على عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سامي عبد العزيز الماجد أكد أن الأرصفة والطرقات ليست مكانا صالحا لمبيت الحجاج فيها، لذا لا يلزم أن يبيت بها من لم يجد غيرها، لافتا إلى أن النصوص الشرعية دلت على فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وهو وجوب المبيت في منى ليالي التشريق، مؤكدا في ذات الوقت أن الأدلة أثبتت سقوط المبيت بها لمن لم يجد مكانا يليق به، وبذلك لا يلحقه به شيء من الناحية الشرعية، مستدلا بحديث ابن عمر رضي الله عنهما حين قال: «استأذن العباس رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيت في مكة ليالي منى من أجل السقاية فأذن له»، مشيرا إلى أن وجه الدلالة أنه إذا ثبتت الرخصة في ترك المبيت في منى فمن باب أولى أن تثبت لمن لم يجد في منى مكانا يليق به، لأن الرخصة تثبت لأهل السقاية لأجل الناس، مع أن السقاية تحصل من غيرهم، فكيف لا تثبت الرخصة لمن عجز عن المبيت، ولمن لا يجد مكانا يبيت فيه، وقال: «إن الطرق ليست مكانا للمبيت، بل لا ينبغي لأحد أن يبيت فيها ومن فعل فقد أساء وتعدى وظلم، بل ويخشى عليه الإثم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الجلوس في الطرقات، ولا يخفى ما في المبيت في الطرقات من تعريض النفس للتهلكة وانكشاف العورات». يذكر أن قائد أمن المشاة في الحج اللواء سعد الخليوي، أكد في تصريح سابق له انتداب أكثر من عشرة آلاف عنصر أمني لمنع الافتراش في المشاعر المقدسة حفاظا على سلامة الحجاج.