تفاعل الاقتصاديون مع اختيار مجلة «فوربس» العالمية للملك عبد الله بن عبد العزيز ضمن الشخصيات العشرة الأكثر تأثيرا في العالم. وقالوا ل «عكاظ»، إن المبادرات والأدوار الفعالة والمؤثرة التي قام بها الملك عبد الله في سبيل دعم استقرار ونمو الاقتصاد السعودي والعالمي كانت من العوامل التي أدت إلى هذا الاختيار . وأضافوا، إن المملكة تعتبر من دول العالم ذات التأثير الاقتصادي المهم على اقتصاديات العالم، حيث تعتبر المملكة من الدول ذات الثقل النفطي والمالي على مستوى العالم. وقال عضو جمعية الاقتصاد السعودي عصام مصطفى خليفة، إن اختيار مجلة فوربس الاقتصادية لخادم الحرمين الشريفين في قائمة الشخصيات العشرة الأوائل الأكثر تأثيرا في العالم، جاء بناء على العديد من المعطيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي أكسبته تقدير العالم، من ضمن هذه المعطيات مساهمة الملك عبد الله في تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية مع دول أوروبا وآسيا وأمريكا وباقي دول العالم، والتي أدت إلى فتح آفاق جديدة وتعزيز العلاقات المشتركة مع دول العالم والارتقاء بها إلى مستوى التعاون والشراكات الاستراتيجية، وقد تميزت علاقات المملكة في عهده مع هذه الدول بثباتها وإدراك أهمية كل طرف للآخر والعمل بمصداقية في تحقيق الأهداف المشتركة، وكذلك مساهمته في معالجة الكثير من الأزمات على المستوى العالمي. وقد طوع الشعار السياسي لإبراز كل ما من شأنه أن يعود بالمنفعة المتبادلة وتطوير الشراكة والتبادل التجاري مع البلدان الصديقة، لما في ذلك من مردود إيجابي على اقتصادالوطن. وقال، «لعل أهم سمة مشتركة بين كل زيارات وجولات خادم الحرمين الشريفين، إبراز المميزات الاستثمارية في المملكة وإعطاؤها أولوية قصوى وتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية المتوافرة والتسهيلات الممنوحة والمحمية بأنظمة متطورة، كما أعطى الملك ثقلا سياسيا للمملكة في الساحة الإقليمية والدولية. وبين خليفة، إن الملك عبد الله رسم الرؤية المستقبلية الواضحة والمتفائلة للاقتصاد السعودي من أجل تنويعه ونقله من اقتصاد معتمد بالكامل على سلعة النفط إلى اقتصاد قائم على الصناعات المتنوعة، ومن خطط خمسية متكدسة إلى خطط تنفيذية مثمرة، ومن الإدارة الحكومية إلى التخصيص وتحسين الكفاءات مع رفع الإنتاجية وتخفيض التكاليف، ومن هروب الاستثمارات المحلية إلى جذب الاستثمارات الهاربة والأجنبية، ومن تكوين مراكز الأموال والأعمال المحلية إلى تكوين مراكز الأموال والأعمال الدولية ذات الجنسيات المتعددة، ومن مشكلة الرأي الواحد إلى اقتصاديات الحوار والآراء المتعددة. وقد شهد الاقتصاد السعودي في عهده إنجازات اقتصادية حضارية عملاقة أحدثت نقلة نوعية في المسيرة التنموية التي تعيشها المملكة، وأسهمت بشكل كبير وواضح وملموس في تحسين المعدلات والعوائد الاقتصادية والمالية والنقدية للاقتصاد السعودي، ولعل من بين أبرز هذه الإصلاحات الاقتصادية تنويع مصادر الدخل القومي والقاعدة الاقتصادية التي أسهمت بشكل كبير في رفع كفاءة أداء الاقتصاد المحلي، وحققت الاستغلال الأمثل للموارد المتوافرة والإمكانات الاقتصادية المتاحة، وعملت على تحقيق وإرساء قواعد التنمية المستدامة بمفهومها الواسع والشامل في جميع مدن المملكة ومناطقها. وقال، «يشعر خادم الحرمين الشريفين بمسؤولياته تجاه الاقتصاد العالمي، ويمارس استراتيجيته النفطية المتوازنة التي تهدف إلى استقرار الإمدادات وتوازن السوق البترولية بالأسواق العالمية، واستقرار الأسعار عند مستويات تراعي مصالح المنتجين والمستهلكين. وأشاد بدعم المليك للمرأة، حيث أعطى المرأة دعما لا محدودا أكسبها ثقة كبيرة في ذاتها وجعلها تنطلق في آفاق رحبة لإبراز دورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى وضعه الاستراتيجية الوطنية لمعالجة الفقر في المملكة وقال، «ولا زالت التوقعات المستقبلية السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمملكة متفائلة إزاء ما هو ملموس بين أيدينا من عمل كبير يقوم به خادم الحرمين الشريفين. ومن جانبه، أشاد المحلل الاقتصادي فضل بن سعد البوعينين باختيار مجلة فوربس العالمية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ضمن الشخصيات العشرة الأكثر تأثيرا في العالم، وقال: إن اختيار مجلة «فوربس» خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ضمن قائمتها للأشخاص الأكثر نفوذا وتأثيرا في العالم لهذا العام، جاء متناسقا مع الممارسات التنفيذية التي قام بها الملك عبد الله محليا وعالميا. للملك عبد الله كاريزما خاصة تساعده في إحداث التغيير الأمثل لمواجهة المتغيرات، ولإنجاز المشروعات التطويرية، كاريزما الملك وهبته الاحترام الخارجي وثقة العالم به وقبل ذلك حب شعبه وثقتهم بكل ما يقوم به من عمل. وأضاف، على الجانب المحلي أعتقد أن تطوير الملك عبد الله للأنظمة الإدارية وعلى رأسها نظام البيعة، ونظام القضاء، والهيئات العلمية وعلى رأسها هيئة كبار العلماء، وتبنيه لاستراتيجية التنمية المناطقية، ونشر المدن المتخصصة، والاستثمار الضخم في التعليم الداخلي والخارجي على ما أحاط به من أقوال، ومضيه في إنجاز جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وربطها بالمراكز البحثية والعمل على إحداث نقلة نوعية شاملة في مخرجاتها العلمية، ونجاحه في دخول المملكة في المراكز المتقدمة من سلم التنافسية العالمية؛ إضافة إلى الإدارة الحكيمة لموارد الدولة ونجاحه في خفض الدين العام إلى مستوى قياسي في مدة زمنية قصيرة، وبناء الاحتياطات النقدية التي كانت بعد الله سببا في حماية السعودية من تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية. وأردف قائلا: على المستوى العالمي أسهم الملك عبد الله في إحداث توازن حقيقي في أسواق النفط العالمية ما أدى إلى التعجيل في إخراج الاقتصاد العالمي من حالة الانكماش التي ضربت الدول الغربية والآسيوية على حد سواء، المحافظة على إمدادات النفط، وموازنة الأسعار كانت الحلقة الأهم في مشروع إنقاذ الاقتصادات العالمية من تداعيات الأزمة. وأشار البوعينين إلى أن مشاركة الملك عبد الله الفاعلة في قمة العشرين، ومشاركته مع الدول العالمية في معالجة الاقتصاد العالمي ودعمه، ومواجهته الدول العالمية بشفافية حيال مسؤوليتها تجاه الأزمة، وما يترتب عليها تجاه الدول الفقيرة الأكثر تضررا من الأزمة ووجوب دعمها والأخذ بيدها، ومساهمته في إحداث التغيير من خلال وضع الحلول الناجعة الكفيلة بحماية الاقتصاد العالمي من أية أزمات قادمة. إضافة إلى ذلك مساعدة الملك المباشرة للدول الإسلامية الأكثر تأثرا بالأزمة واستغلاله نفوذه الدولي في دعمها من خلال الهيئات المالية الدولية.