يشكو مراجعو مجمع الوفيات والطب الشرعي في جدة من تكرار انقطاع المياه عن المبنى لمدة تزيد على شهرين أحيانا، ما يدفعهم إلى استئجار صهاريج المياه واللجوء إلى شراء عبوات بلاستيكية كبيرة (جالونات) لغسل الموتى. ولا تقتصر معاناة المراجعين في الانقطاع المتكرر للمياه بل تطول مشكلة تتمثل في عدم وجود حراسات أمنية على مرافق المجمع تحرس جثث أقاربهم وتحميها من السرقة، إضافة إلى تعطل ثماني ثلاجات لحفظ الجثث. وإذا ما كنت مارا بجوار المجمع يلفت انتباهك مشهد خرطوم موصول بصهريج مياه يتسلل عبر نافذة غرفة مخصصة لغسيل الموتى، فيما يؤدي تعطل ثلاجات حفظ الجثث وغياب الحراسات الأمنية إلى احتواء الثلاجات على جثث قضت في حوادث جنائية، يتوجب الحفاظ عليها للتحليلات الجنائية اللازمة. واعترف مدير الشؤون الصحية في جدة الدكتور سامي باداوود بوجود أزمة مياه حقيقية في مجمع الوفيات والطب الشرعي لعدم إيصال شبكة المياه إلى المبنى، مضيفا «تعطلت مولدات المياه عدة مرات في الفترة الماضية، وستصلح الشركة المسؤولة عن صيانة الموقع الأعطال الحالية، وستؤمن المياه للمجمع صهاريج». وقال باداوود إن الحراسات الأمنية للمجمع هي من ضمن الحراسات المخصصة لمجمع مستشفى الملك عبد العزيز. من جهته، يقول وافد من الجنسية الباكستانية يدعى شاهد حسين إنه حضر إلى المجمع لغسيل جثة شقيقي المتوفى منذ عدة أيام لرغبة أسرتي في دفنه في باكستان، بيدا أنه فوجئ بطلب مشرفي المجمع بالذهاب والعودة في يوم آخر. ويضيف شاهد «عند عودتي للمجمع في اليوم المحدد أبلغني المشرفون بتأجيل استلام جثة شقيقي، والسبب عدم توافر مياه في المجمع فتوجهت لأقرب محل لبيع المياه واشتريت جالونين من المياه لغسله، فاستلموا جثته». ويوضح المواطن سالم المسردي قصته مع المجمع حين توجه لاستلام جثمان عامل لديه لإرساله إلى أسرته، بيد أن عدم توافر مياه اضطره للتوجه إلى إحضار صهريج مياه وتزويد المجمع بأكمله بالمياه. يشار إلى أن المجمع ينفذ من 90 إلى 100 عملية تحنيط للموتى في الشهر الواحد، وتمتد خدماته باتجاه جازان جنوبا وتبوك شمالا والمويه شرقا، كونها أكبر ثلاجة مركزية تعمل في المنطقة حاليا. ويحتوي المجمع على 90 ثلاجة للموتى، وأقسام للتشريح والوفيات والسموم الشرعية والأشعة ومختبرات حديثة، وقاعات للمحاضرات وأرشيف ومكتبة ضخمة يتوافر في داخلها دائرة التلفزيونية وشبكة إلكترونية.