والعالم يحتفل اليوم بيوم الطفل نجد أن اهتمام الفنان العربي بأغنية الطفل يتضاءل من عهد لآخر... من زمن لما يليه في الوقت الذي كان من المفترض أن يكون اليوم أفضل مما سبق استفادة من الإمكانات المتاحة على عكس الأمس حيث كان لكل مجتمع وبيئة عربية غناؤها للطفل والمرتبط بما تردده «التيتات» الجدات، ففي الحجاز كانت الأهازيج والأرجوزات التي ملأت حياة طفولتنا وماسبق من أجيال وما سيلحق مثل «الرحماني»، وأغنيات المناسبات ومجموعة «حدارجة مدارجة».. وهناك عطاءات الموسيقار العميد طارق عبد الحكيم التي لا تسقط من الذاكرة مثل «أنا بدي أكون طيار» التي قدم فيها الطفل ضياء عزيز ضياء لأول مرة في دنيا الأطفال، كما كان في نهاية الستينيات الميلادية والسبعينيات أسماء عديدة قدمت للطفل محليا الكثير من الإبداعات في محطات التلفزيون السعودي وعلى وجه الخصوص محمد النشار رائد أعمال الطفل، ثم ... الشريف على ما أتذكر كذلك في تلفزيون جدة، حتى أننا أصبحنا نرى أسماء لأطفال وفتيات ناجحات وشهيرات مثل فايزة بكر عبده التي هي الآن جدة على أغلب التقدير، وأغنياتها «عنب المدينة» و«مشينا يا بابا وعلى الطائف ودينا» في محطة تلفزيون المدينةالمنورة. كان رجال تلك التجارب وغيرها من أغنيات الطفل الباقية في ذاكرتنا، وأيضا أغنيات رسخت في ذاكرتنا من ليلى علي شيخ مثل «ياللي بتلعب بالكبريت»، وفي نفس الوقت كانت هناك إبداعات محمد فوزي في القاهرة التي ظللت عالمنا العربي أجمع ولا زلنا نرددها كبارا مع خشية في عدم وصولها إلى أجيالنا القادمة، لا لضعف فيها بل لتغير المعدل الاقتصادي وارتفاعه لدرجة تفصل التراث عن المعاصرة، إذ من الممكن جدا أن لا يسمع أطفال الغد «ماما زمانها جاية»، وإبداعات محمد ضياء الدين في «البلونة يا بابا» وصباح في «أكلك منين يا بطة» وفيروز في «تك تك تك يا ام سليمان » وغيرها. الخلاصة أن كل ما قدم ويقدم للطفل اليوم «حتى لو خلف وراءه دوشة» مثل «بابا فين» و«شخبط شخابيط» وأغنية ماجدة الرومي «طيري طيري ياعصفورة» وغيرها، لن تستطيع البقاء في الذاكرة طويلا. فاصلة ثلاثية: «أكلك منين يابطة.. أكلك منين دي فراولتين في شفايفك حلوين هاتي واحدة لماما عشان ماما عيونها الاثنين عايزين ياكلوك ومش عارفين ياكلوك منين».