تشهد مدينة جدة العديد من المشاريع التطويرية للبنية التحتية، مما يسبب اختناقات مرورية تصل إلى حد الكثافة التي قد لا تجد الخطط البديلة حلول مناسبة لها. وبات منظر تكدس المركبات في الشوارع والطرقات أمرا مألوفاً . «عكاظ» واجهت مدير مرور جدة العقيد محمد القحطاني، لتوضيح أين تكمن مشكلة المرور بالتحديد. فإلى التفاصيل: وضع الطرقات في جدة هذه الأيام أصبح صعبا نتيجة الزحام المروري. ما هي الخطط من أجل فك ذلك؟ - تشهد محافظة جدة في الوقت الحالي قيام العديد من المشاريع لإيجاد حلول للكثافة والمشاكل المرورية في عدة تقاطعات مهمة كانت في السابق تشهد ازدحاما واختناقات عالية وعند إقفالها توزعت الحركة بدورها على طرق أخرى في مسارات ضيقة وهذا سبب الازدحام، ومن ضمنها مشاريع تصريف السيول والصرف الصحي وأغلب الطرق الداخلية والرئيسية عن طريق الحفر والإنشاء لإيصال هذه الخدمة التي تعتبر من أصعب الخدمات كونها تمر عبر الطرق المخصصة للمركبات وبالتالي تتقلص المسارات من أربعة مسارات إلى مسارين أو ثلاثة إلى واحد حسب المشروع، وهناك مشاريع الكباري والأنفاق التي عادة تؤدي إلى إقفال الطريق بشكل كامل، كما حدث في شارعي صاري والأمير سلطان الذي أقفل لمدة ثلاثة أعوام تقريبا لإنشاء كوبري كحل تطويري والآن بعد الانتهاء منه فتح الطريق ووجد إقبال وسهولة في الحركة المرورية. والجانب الآخر، عدم وجود النقل العام في مدينة جدة بجميع أنواعه، وهو سبب مؤثر جدا في وجود الكثافة المرورية العالية واعتماد أغلب الرحلات على السيارات الخاصة، ويعتبر النقل العام تقريبا شبه نادر إذا استثنينا النقل الجماعي وبعض الحافلات الأخرى التي لا تمثل نسبة 2 في المائة من الحركة المرورية وهذا معدل منخفض جدا بالنسبة لمدينة مثل جدة فاستخدام المركبة الخاصة بنسبة عالية يترك أثرا سلبيا على الحركة المرورية، حتى أن النقل المدرسي غير متوفر بشكل كاف، فالطلبة والمعلمين على حد سواء إذا ما أرادوا الذهاب إلى مدارسهم لابد من توفر سيارة خاصة، إما عن طريق الوالد أو الأخ أو السائق الخاص، وهذا يؤثر على الحركة المرورية خصوصا في ساعات الصباح الأولى، ونحن متفائلين جدا لأنه مع انتهاء مثل هذه المشاريع - أي مشاريع البنية التحتية والإنشائية - ستحل مشاكل الطرق. ألا توجد خطط بديلة لمواجهة الازدحام مع وجود هذه المشاريع وهل يوجد تنسيق بين الأمانة والمرور ووزارة النقل في هذا الشأن؟. - لكي يدرج أي مشروع على أرض الواقع لابد من توفر اشتراطات معينة للبدء فيه، من ضمنها تقديم دراسة مرورية للأمانة من قبل صاحب المشروع ويبت فيه عن طريق لجنة ثلاثية تتألف من وزارة النقل والأمانة والمرور وتجيز اللجنة هذه الدراسة وتراجعها وتضع الحلول والبدائل لتخفيف الأعباء واستخدام الأقل سوء مثل عمل التحويلات أو الإغلاق، مع الأخذ في الاعتبار أن الطاقة الاستيعابية لهذه الطرق ذات كثافة هائلة وستسبب المشاريع حتما في إيجاد أثر سلبي على الحركة. وهل تعتقد أن الخطط البديلة تلاقي نجاحا في انسيابية الحركة المرورية في مواقع العمل وفق آمالكم؟. - في الحقيقة لا يوجد بديل ولا أعمم نسبة النجاح على كل الخطط وتعتبر هي المتوفرة في الوقت الراهن، فعلى سبيل المثال (طريق الملك عبد الله) الذي يمتد من المطار القديم إلى ميدان طارق بن زياد في شارع الأندلس، أقفل لحقبة من الزمن بغرض إيجاد مشاريع تطويرية كالأنفاق والكباري وفي وقتها وضعت التحويلات داخل الأحياء إلى أن يتم المشروع، والمتابع لحركة الطريق في السابق يرى أن رحلة المركبة من بداية الطريق إلى نهايته تستغرق ثلث إلى نصف الساعة بغرض قطع أقصى الغرب من مدينة جدة إلى أقصى الشرق وكانت معاناة شديدة قبل إتمام المشروع والتحويلات، أما الآن بعد فتح الطريق لا تستغرق الرحلة أكثر من ثلاثة دقائق في أحلك الظروف، نظرا لأن الحركة حرة وسالكة بفضل إيجاد مثل هذه الحلول. من الملاحظ أن الوقوف الخاطئ لبعض المركبات الكبيرة الخاصة بالنقل العام في شوارع رئيسية يتسبب في الازدحام ونجدها أحيانا تقف لفترات طويلة، هل هذا يعني انعدام الرقابة عليها؟. - الوقوف في الأماكن غير المخصصة لذلك يعتبر مخالفة، سواء كانت مركبات النقل العام أو الخاص، وقد رصد مرور جدة من بداية هذا العام إلى نهاية شهر شوال عدد 129665 ألف مخالفة مرورية للوقوف الخاطئ مثل السعوديين فيها 67651 مخالفا والأجانب 62014 مخالفا، وتعتبر هذه المخالفة ذات نتائج سلبية كثيرة يعاني منها الكثير في حالة ارتكابها، وللأسف الشديد هناك شح وقلة في المواقف المرورية في بعض المشاريع التجارية القديمة، فهناك من يستخدم بعض الطرق الرئيسية والتي يوجد بها محاور ناقلة للوقوف وهو ما يعتبر أمرا معيقا للحركة المرورية، أما المشاريع التجارية الجديدة فدائما ما نلاحظ أن لديها مواقف كافية، فإذا ما اتجهت إلى شارع حراء على سبيل المثال يوجد به عدة محلات ومطاعم مشهورة وهي ذات جذب عال وتستقبل ما لا يقل عن 100 شخص في وقت واحد بينما تجد أن المواقف التي أمامها لا تستقبل أكثر من ست إلى أربع مركبات، وفي الحقيقة أننا عرضنا هذه المشكلة على الأمانة لإيجاد حلول لها ونحن ننتظر. يتضجر البعض من انشغال خطوط المرور في حالة الحاجة إليهم ويصفون جندي المرور بالمتأخر دوما فما ردكم على ذلك؟. يحاول رجال المرور دوما مباشرة الحادث في أسرع وقت ممكن، ولدينا برنامج في غرفة العمليات يقوم آليا عند تلقي أي بلاغ بتسجيل وقت تلقيه ومن الشخص المتلقي له ويوثق إلكترونيا بحيث يوضح من الشخص الذي حول له البلاغ لمباشرته وتبدأ بعدها عملية المتابعة من غرفة العمليات إلى انتهاء الوضع، ومسألة انشغال الخطوط طبيعية جدا فنحن نستقبل بناء على التقارير ما يقارب 3500 مكالمة يوميا، ويعتمد تأخر رجل المرور عن مباشرة الحادث على حسب انتشار رجال المرور في المواقع فدوما يأخذ الأقرب لموقع الحادث وتوجيهه لمباشرته وكثيرا ما يصادف اختناقات قبل موقع الحادث قد تحول دون وصوله مبكرا وفي بعض الحالات لا يتجاوز الانتظار أكثر من خمس دقائق وبعضها تأخذ أكثر من ربع إلى نصف ساعة، وذلك كونها تحتاج إلى سحب المركبات لكي تصل الدورية إلى الحادث، وغالبا التأخير يعتمد على طبيعة موقع الحادث لأن هذه المسألة متابعة بشكل دقيق جدا من قبل العمليات والضباط المتابعين لضمان سرعة تنفيذ البلاغات الواردة إليهم وهي محل رقابة ومحاسبة بشكل مستمر حيث يسأل الذي تأخر بناء على التقرير الالكتروني الصادر عن العمليات. طريق الحرمين يعتبر شريانا رئيسيا لمدينة جدة، ودائما ما تجد الحوادث الصباحية تعطل حركته إلى ساعات بسبب السرعة وغيرها، ألا توجد خطط فعالة لضبطه؟. طريق الحرمين هو شريان يربط الشمال بالجنوب والعكس، وهو يستخدم من قبل أنواع متعددة من الناقلات الكبيرة، وكما ذكرنا في بداية حديثنا أن جدة تشهد نهضة مشاريع عمرانية وبنية تحتية وهذا يعني دخول كم هائل من الشاحنات إليها عبر هذا الطريق، فضلا عن الربط بين الميناء والمحافظة وبين الميناء وأنحاء المملكة التي تستخدمه كناقل لبضائعها فتجد أسطولا كبيرا من الشاحنات في الطريق، ويعتبر الطريق الأوحد لها فهناك منع من دخولها المدينة بشكل مشدد، وفي عام 1425ه كان الطريق ثلاثة مسارات فتولت وزارة النقل توسعته مشكورة وأضافت مسارا من الجزيرة الوسطية وأصبح أربعة مسارات، والسرعة تعتبر معدومة كون الطريق في ساعات الذروة يشهد كثافة عالية تصل السرعة فيه إلى 30 و 40 كيلو مترا ونحن نعمل جاهدين لرفع سرعة الطريق إلى 100 كيلو متر كحد أقصى وأخذ إجراءات صارمة لمتجاوزي هذا الرقم حتى تكون هناك انسيابية في الحركة، ومن الطبيعي أن الحوادث تقع في أي وقت وعلى أي سرعة، فمؤخرا كان هناك حادث أقفل الطريق لمدة خمس ساعات بسبب النعاس، رغم التزام قائد المركبة بالسرعة والمسار المحددة له، ناهيك عن بعض المركبات التي تتعطل في وسط الطريق، إما جراء خطب في الإطار أو نفاذ المحروقات وأحيانا تجدها متوقفة جانبا وتبدأ عملية الارتداد، لأن هناك أشخاصا يتعمدون تخفيض سرعتهم لمجرد المشاهدة وهم من نطلق عليهم المتطفلين من السائقين – هداهم الله – بحيث لو أن هناك أي طارئ بسيط على الطريق يبدأ بالتوقف والمشاهدة، مما ينتج عنه تعطيل لإنسيابية الحركة.