تعتبر الرحلات في التاريخ الثقافي العربي من أهم ما انطوت صفحات المؤلفات المعلوماتية. وفي كتاب رائع المحتوى من تأليف الأستاذ الدكتور منصور إبراهيم الحارثي صدر أخيرا بعنوان: رحلات العرب في جزيرة العرب خلال النصف الأول من القرن العشرين. يرصد الدكتور المؤلف مجموعة من الرحلات التي قام بها بعض الأدباء والكتاب العرب إلى الجزيرة العربية خلال النصف الأول من القرن العشرين والتي تشمل أواخر العهد العثماني، والعهد الهاشمي في الحجاز، والعهد السعودي. ويتكون الكتاب من ثلاثة فصول، الفصل الأول: عن الرحلة وأنواعها، وقد قسمت إلى ثلاثة أنواع: رحلات الحج والزيارة، والرحلات السياسية، والرحلات الصحفية. أما الفصل الثاني: فقد خصص لبيان انطباع أولئك الرحالة العرب عن مناطق الجزيرة العربية التي زاروها وعن سكانها خلال تلك الفترة، وتشمل ثلاث فئات: البدوي والحاكم والحضري المثقف. أما الفصل الثالث والأخير من الكتاب: فهو نماذج نصية لتلك الرحلات التي بدأت بإبراهيم رفعت وانتهت بالدكتورة بنت الشاطيء. ويتحدث الأستاذ الدكتور منصور الحازمي عن الرحلات بقوله: لا تزال الرحلة حتى في عصرنا هذا عصر الطائرات والصواريخ مصدر متعة وعلم وثقافة، وإن فقدت ذلك البريق الذي كان يحوطها في الماضي، وافتقرت إلى عنصر الخيال والمغامرة، حينما كان العالم متباعدا مجهولا، ووسيلة الانتقال بدائية محدودة، ولكن الإنسان رحال بطبيعته، تواق أبدا إلى المعرفة واكتشاف المجهول، فإن لم تتيسر له أسباب الرحلة، أنصت إلى الذين أوتوا الحظ في المشاهد والتجوال، وليس من رأى كمن سمع. وتراث الأمم حافل بالرحلات، أبقى الزمن على بعضها، فوصلتنا مدونة نقرؤها ونلتذبها، ونرى فيها صورا صادقة لحياة الإنسان القديم، وصفحات من جهاده وأخلاقه ومعتقداته، هكذا رأينا العالم القديم من خلال ما دونه هيرودوت، في تاريخه الشهير عن مشاهداته في مصر وقبرص وفينيقيا وآشور وإيران، وما سجله بلوتارك ويوليوس قيصر وتاسيت وبطليموس، من وصف الأصقاع والمواضع وأخبار الأمم والشعوب. أما العرب فقد بزوا الأمم التي سبقتهم فيما خلفوه من آثار في ميدان الرحلات، ساعدهم على ذلك اتساع رقعة الدولة الإسلامية، وازدهار في التجارة والزراعة، وتقدم في الحياة العملية والثقافية: هذا إلى جانب عامل مهم آخر وهو العامل الديني، الذي يقضي بشد الرحال إلى الحجاز لأداء فريضة الحج وزيارة البقاع المقدسة، والمكتبة العربية تزخر بعشرات الرحلات المطبوعة والمخطوطة التي تؤكد اهتمام العرب الأوائل بهذا اللون الطريف من الكتابة، وتدل على حيوية ونشاط فائقين. ومع أهمية الرحلة وخطورتها وغناها في التراث العربي والإسلامي، فإنها لم تحظ بالاهتمام الكافي من جانب النقاد والباحثين المحدثين، وقد نبه إلى ذلك مرارا الأستاذ حمد الجاسر في مجلته «العرب» ووجه الأنظار، بما كان ينشره من نصوص ودراسات، إلى أهمية الرحلة في الكشف عن حلقات تكاد تكون مفقودة مجهولة في تاريخ الجزيرة العربية. تحية لسعادة الأستاذ الدكتور منصور الحازمي على ما أثرى به المكتبة العربية وشكرا له على إهدائه الكريم. آية : يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة غافر : ( أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وماكان لهم من الله من واق). وحديث : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من رد عن عرض أخيه، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة».. شعر نابض : متى يبلغ البنيان يوما تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة