يحرص حجاج على استخدام هواتفهم النقالة والمزودة بأحدث التقنيات لتصوير رحلة حجهم في المدينةالمنورة، حيث تسهل عليهم مهمة التقاط الصور وحفظها, بل وإرسالها عبر الوسائط لذويهم وعائلاتهم. ويتنوع التصوير ما بين الفوتوغرافي والفيديو، فلا تكاد تمشي خطوة هذه الأيام في ساحات الحرم النبوي الشريف, إلا وتجد كاميرا جوال مرفوعة تصور منظرا أو حدثا وتبتهج به، بل ويتبادل الجميع التقاط الصور عبر ابتسامات يملؤها الرضا والحب لهذه البقاع الطاهرة. لكن عبد الرحمن من الجزائر حرص على إحضار كاميرا فيديو ذات تقنية عالية لتصوير رحلة الحج، يقول: «التصوير, أمارسه بشغف وأنا من هواته، ورحلتي للحج قمت بتوثيقها منذ جلوسي مع عائلتي قبل السفر وفرحتي بهذه الرحلة المباركة واشتراطهم لأجل الموافقة على الحج أن آتي لهم برحلة حج كاملة مصورة، وأنا اليوم أقف أمامك بكاميرتي لأمارس هوياتي المحببة». وثق عبدالرحمن رحلته منذ صعوده الطائرة حتى هبوطه في مطار المدينةالمنورة وكل تنقلاته «لم أشاهد, أروع من القبة الخضراء والمآذن الطويلة التي تضفي روعة ليس لها مثيل كما تعطي جوا إيمانيا، ويتملكني إحساس غريب لما لهذه الأماكن من شوق في النفوس وتعظيم لها في القلوب». وغير بعيد من ذلك المكان يقوم مصطفى محمد من مصر بدعوة أصدقائه الخمسة لالتقاط صورة عبر كاميرا جواله وهم يتبادلون موقع التصوير. يرى مصطفى محمد أن التصوير في هذه الأماكن له طعم خاص، وقد قام بتصوير 300 صورة «كلها ستبقى ذكرى أحملها مدى العمرفي قلبي». ويتداخل في حديثه زميله الحاج محمد الذي يصف التصوير في البقاع المقدسة «تبقى له نكهته الخاصة، حيث إن العودة للديار والتحدث عن الخدمات وما وجدناه من عناية واهتمام سيكون جميلا عندما تصاحبه هذه الصور التي تتحدث عن قدسية المكان». أما سعيد عبد الباقي فيقوم بتصوير المظلات في ساحات الحرم النبوي الشريف، ويصف نفسه بأنه هاو للتصوير وليس من المحترفين، وأنه تكفيه بعض من الصور كي تقوم عائلته برؤيتها، وهو يصور نفسه بنفسه ويعتقد أن جماليات التصوير تقف عاجزة عن رسم المشهد الذي يشاهده.