استغل تجار المواشي حركة النزوح الجماعي لأهالي قرى الخوبة حيث هوت أسعار الماشية إلى 100 ريال للرأس الواحد، وهو سعر غير عادل إذ يساوي في الأسواق 700 ريال، نزوح الأهالي وحرصهم على السلامة أدى إلى انخفاض أسعار البيع للمواشي بشكل لا فت ما كبد المواطنين خسائر مالية. يقول شيخ العلاوين عبده سيبان علواني إن الأهالي فضلوا البقاء في قراهم خلال الفترة الماضية لشعورهم بالأمان في ضل التواجد الأمني ومساعدة رجال الأمن للقبض على المتسللين على الحدود. ويضيف: إن الخروج من القرى صعب جدا وفيه مشقة على الأهالي، خاصة أن أكثرهم من المزارعين ومربيي الماشية والبدو الرحل ونزوحهم سبب لهم خسائر فادحة، حيث قام البعض ببيع مواشيهم بأسعار زهيدة، لا تتجاوز 100 ريال للخروف الواحد في الوقت الذي يصل سعره إلى نحو 700 ريال. وتوافد اليوم العديد من أهالي الراحة على مديرية الدفاع المدني في صامطة من أجل تسجيل أسمائهم لتكون آخر قبائل تم إخلاؤها من القرى بعد أن صدرت توجيهات بإخلاء القرى الحدودية. المواطن محمد قحم أكد أنه باع جزءا من أغنامه بأسعار زهيدة بعد أن غادر قرية الراحة نازحا، مؤكداً أنه كبدهم خسائر فادحة وعوامل نفسية صعبة للغاية، وقال المواطن مسواك محمد (80 عاما) أن النزوح شاق جدا لاسميا أنه كبير سن وعاجز عن الحركة، وأضاف «لا نملك إلا السمع والطاعة لولاة الأمر، وأوضح أن قرى الراحة تعيش في أمن وأمان لأنها بعيدة إلى حد ما عن المواجهات العسكرية، وبقاؤنا يسهم في عدم دخول متسللين إلى القرى المجاورة لموقعها الاستراتيجي «وطالب بعودة الأهالي إلى القرى البعيدة عن خطر المواجهات لمساندة الدولة في أداء مهام عملها». من جهة ثانية قام رئيس مركز القفل يحيى عبده حكمي بزيارة إلى أهالي الراحة للوقوف على عملية النزوح وتقديم كافة المساعدات لتخفيف من معناتهم، وقال ل «عكاظ» إن أمير المنطقة يتابع موضوع نزوح الأهالي ويوجه بتقديم كافة الخدمات للنازحين. وفي ذات السياق، وصلت مجموعات كبيرة من النازحين إلى المواقع التي خصصتها لهم الجهات الأمنية، واستقبلت قيبلة الصملة والقيوس في قرى ديحمة والحجفار العديد من النازحين وتم تسكينهم في الوحدات السكنية مع العديد من الأسر، فيما أسهمت قبيلة المداخلة في استقبال النازحين من قرى الراحة وتوزيعهم على بعض الأحياء السكنية، والمشاركة في تأمين المساعدات، ونشطت الجمعيات الخيرية في أداء الدور المناط بها على أكمل وجه.