ماذا يفعل العالم حتى تكف إيران عن تطوير برنامجها النووي لأجل اكتساب القدرة على صنع قنبلة ذرية، وتتوقف إسرائيل عن التفكير في ضرب المنشآت النووية الإيرانية، الأمر الذي قد يجر أمريكا إلى معادلة غير محمودة العواقب في جزء مهم من العالم؟ ويكون المراقبون على حق -غالب الظن- عندما يقولون إن الضغط على إيران حتى تجد نفسها في الزاوية الضيقة، لا يجدي ولن يجدي نفعا، وإن الأفضل تقديم عروض تعاون إلى إيران. ومن الممكن أن تستجيب إيران لمعاملة من هذا النوع، لاسيما أن ما شهدته إيران من أحداث في فترة ما بعد الانتخابات الرئاسية، أظهر أن النخبة الحاكمة في طهران لم تعد وحدة واحدة، وبالتالي لم يعد بإمكان نظام الحكم الإيراني الاستمرار في تعنته وتشدده. وقد وافقت إيران على أن يزور مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية منشآتها النووية الجديدة في قم. وحاليا ينتظر العالم أن تقبل إيران مقترحات المجتمع الدولي لإرسال معظم مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى الخارج لتستعيده في صورة أعمدة وقود نووي. لكن لاح ما ينذر بأن إيران سترفض هذا العرض. ولا يمكن استبعاد إمكانية أن تلعب إيران لعبة الكر والفر والتحايل، بمعنى أنها قد ترسل شحنة من اليورانيوم إلى الخارج، وتقوم في الوقت نفسه بتخصيب شحنة أخرى في أحد مصانعها الخفية. ولا يبقى أمامنا، والحالة هذه، غير أن نعلق آمالنا على جبروت الزمن عله لا يدع المتحايلين في طهران، يحققون الأهداف المرجوة من حيل من هذا القبيل.