بعد انتهاء ظهور نتائج الربع الثالث لهذا العام واستقرار المؤشر العام للأسهم السعودية فوق مستويات 6200 نقطة، عادت مرة أخرى، السلوكيات المعتادة من المحافظ الكبرى وصناع السوق في لعبة تذبذبات المؤشر وإدخاله مراحل الحيرة المعتادة عقب انتهاء كل فصل. في أوقات سابقة كانت بعض الأوضاع التي يغلب عليها عدم التيقن تبرر دخول المؤشر وأسعار الأسهم مثل هذه الأوضاع، وبنفس السلوكيات التي اعتادها المتداولون طيلة هذا العام من إبقاء المؤشر أطول فترة ممكنة بمستويات الحاجز الذي وصل إليه، ما بين تفاؤل حذر وتجاهل للمؤشرات الإيجابية التي تظهر، وتحرك الأسواق العالمية بقوة إلى الأعلى وتفاعل متناغم ومنسجم بشكل كبير مع الأوضاع السلبية والانخفاضات، حتى أصبحت الحيرة تنتاب من يراقب سلوك السوق في نوعية محركاتها التي تختلف من آن إلى آخر، لدرجة وصل الظن إلى أن السوق تعتمد على أمزجة القوى المالية الكبرى، والتي تمتلك تحريكها بالتفاعل مع الأحداث أو تجاهلها. هذا ما ظهر أخيرا، فمع تحسن أسعار النفط وعدم ظهور أي مؤشرات سلبية من شأنها إحداث الضغط سوى الظهور المفاجئ لرئيس شركة سابك المهندس محمد الماضي وإعلانه حول توقعاته عن نتائج سابك للفترة المقبلة، هذا الإعلان أسهم بشكل كبير في تحول مسار اتجاه السهم ومورست عليه عمليات بيع مكثفة حالت دون عودته إلى مستوى سعره السابق عند 85.5 ريال. وتركز تصريح الماضي على أن نتائج سابك للربع الرابع لن تكون بنفس درجة نموها في الربع الثالث من هذا العام لكنها جيدة، الأمر الذي فسر على أن رئيس الشركة غير متفائل بتحقيق نتائج أفضل من الربع الثالث. لكن المتابع للأوضاع يلمس أن مبررات التحسن خلال الفترة ربما تفوق تلك الأوضاع التي سبقت ظهور نتائج الربع الثالث، فتحسن أسعار النفط إضافة إلى تحسن الناتج الصناعي ومبيعات التجزئة ارتفعت، فيما انخفضت الصادرات بأقل نسبة منذ عشرة أشهر. ويتوقع أن يزداد طلب الاقتصاد الصيني، ثالث أكبر اقتصاد في العالم، على النفط العالمي ما سيرفع الأسعار. وينبغي في حال ظهور نتائج أفضل لسابك في الربع الرابع أن تقف هيئة سوق المال مع رئيس الشركة وإلزامه بمبادئ حوكمة الشركات والتأكد من سلامة تصريحاته التي لها تأثيراتها القوية ليس فقط على سهم سابك ولكن مجمل السوق. من الناحية الفنية نستطيع القول إن السوق دخلت كما هو متوقع في نمط الحيرة الذي أصبح يبني فيه قمما هابطة تقل عن سابقتها وقيعان أقل من قيعانها السابقة بموجة الصعود، الأمر الذي يمكن أن يقود السوق إلى اختبار مزيد من نقاط الدعم فور كسره لنقطة الدعم السابقة والتي كانت خلال الأسبوعين الماضيين ضمن 6223 و6240 نقطة حيث كسر حاجز 6200 ووصل إلى قرب دعمه عند 6180 عندما هبط بتداولات الثلاثاء لنقطة 6197 نقطة وارتد بعدها إلى نقطة 6252 نقطة مقفلا تداولات الأسبوع عند هذا المستوى. لذلك فإن الوضع يظل كما هو دون تغيير لتوقعنا السابق حول بقاء المؤشر في قناة هابطة قصيرة الأجل ربما تمتد إلى أواخر هذا العام في وقت قد نرى فيه بناء دعم قوي عند حاجز 6000 نقطة كحاجز نفسي قوي ما لم تظهر بيانات سلبية مؤثرة تطيح المؤشر دون هذه المستويات. وهبوطه إلى نقطة 5935 نقطة. ولمعرفة اتجاه المؤشر لهذا الاتجاه فإن الدعم القوي لسابك عند سعر 77.25 يعتبر مؤشرا للبقاء ضمن مستويات 6000 نقطة والإقفال دون هذا السعر دليلا قويا للعودة إلى دعم 5935 وهذا يعني عودة سابك لسعر 69 ريالا تقريبا خلال الفترة المقبلة، خاصة إذا لم تستطع الوصول إلى سعر 87 ريالا والإقفال ضمن تلك المستويات وعدم كسر سعر 81 ريالا.