تحتفظ مراكز إيواء النازحين من مناطق القتال على الشريط الحدودي بقصص مفرحة ومبكية، ومن وسط تلك الحكايات قصة ولادة طفل في لحظات شعر والده فيها بالحرج عند ارتفاع صرخات زوجته مصرا على عدم استدعاء الأطباء من المركز الصحي الذي لا يبعد عنه إلا بضعة أمتار. وفضل محمد مجرشي الاستعانة بخالات زوجته وقريباتها لمساعدتها في الولادة، واقفا على باب الخيمة مترقبا لحظة الولادة، وفور سماعه لصراخ المولود حمله مسرعا إلى فرقة الهلال الأحمر المتواجدين في المركز لاتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة. وفي قصة أخرى، تحبس الإعاقة ماجد عبد الله مجرشي داخل خيمته، إذ يقول أن الكل يراقبه بنظرة العاجز ووجدت نفسي منبوذا لدى الصغار والكبار، ولا أستطيع الأكل أو قضاء حاجتي إلا بمساعدة من أشقائي. ورأى في الوقت ذاته مجرشي أن حاله أفضل من غيره، إذ يتقاضى سنويا 20 ألف ريال كإعانات من وزارة الشؤون الاجتماعية. وتفاعل مدير الحماية المدنية بالدفاع المدني في منطقة جازان المقدم مهندس عبد الرحمن بكري مع المعوق وظروفه ووفر كرسيا متحركا له في بادرة إنسانية جسدت التلاحم الكبير في مراكز إيواء النازحين وحرص رجال الدفاع المدني على مساعدة الصغير والكبير. وتتحدث قصة أخرى عن الطفل ماجد عيسى هزازي والذي احتار والده في استنطاقه وعجز الأطباء في علاجه وأصبحت الإشارة الوسيلة المناسبة لحالته. يقول والد الطفل: «المساعدات التي كان يحصل عليها تصرف على مراجعة المستشفيات للعلاج نظرا إلى أن راتبي البسيط لا يمكنني من الوفاء بالتزامات الأسرة وعلاج طفلي».