من الحقائق التي تكاد تكون متفقا عليها، أن المتشابهات تتجاذب فيما بينها، متى استثينا قطع المغناطيس التي عادة تتنافر فيها الأقطاب المتشابهة بدلا من أن تتجاذب. ويدخل في هذا التجاذب بين المتشابهات، أن الناس ينجذبون إلى من يشبههم، ويكادون يتفقون على القول إن الإنسان غالبا يميل إلى من يماثله في التفكير والميول والاهتمامات، ويلتقي معه في المبادئ التي يعتنقها والقيم التي يؤمن بها. وقد ظهر في نتائج عدد من الدراسات النفسية والاجتماعية التي أجريت حول هذا الموضوع ما يؤكد هذا القول ويدعمه. لكن الجديد في الأمر هو ما أضافته بعض الدراسات الحديثة إلى مسألة التجاذب بناء على التشابه، فقد وجد أن التشابه الذي يجذب الناس إلى بعضهم البعض لا يقتصر على التشابه في المخبر، وإنما هو يمتد ليشمل التشابه في المظهر أيضا، فحسب ما يقوله المعنيون بمثل هذه الأبحاث، وجد أن النساء يملن إلى الرجال الذين تحمل وجوههم ملامح أنثوية، وأنهن يشعرن بالثقة فيهم أكثر من ثقتهن في الرجال ذوي الملامح الذكورية البحتة، وفسرت الدراسة ذلك الميل بأنه نتيجة التشابه بين الاثنين في السمات الأنثوية، ليس هذا فحسب، بل إن النساء اللاتي طبقت عليهن الدراسة كن ينتقين صور الرجال التي فيها شبه بملامحهن الخاصة، ويعطينها الأفضلية على الصور الأخرى. ما تقوله هذه الدراسة فيه قدر كبير من الطرافة، ولكن هل فيه قدر مماثل من الصحة؟ وماذا عن الرجال؟ هل هم أيضا يفضلون النساء اللاتي يشبهنهم في الملامح؟ ويميلون إلى المرأة ذات الملامح الذكورية؟ وهل هذا هو السبب الذي يجعل البعض من الجنسين يحبون أن يظهروا بمظهر الجنس الآخر؟ وماذا نقول عما نراه في الواقع حين نجد في بعض الأحيان أن الناس (نساء ورجالا) ينفرون من الزواج بمن يشبههم في الملامح إذا كانوا غير راضين عن ملامحهم؟ هل الملامح تدل على السلوك وتنبئ عن نمط الشخصية، وبالتالي فإنه يمكن لنا أن نتوقع تشابها في الطباع والتصرفات بين المتشابهين في الملامح؟ إنها تساؤلات كثيرة لم تجب عليها تلك الدراسات. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة