في الثامن من الشهر الجاري أقر مجلس الوزراء تنظيم المركز الوطني للطب البديل والتكميلي، وهو مركز يهدف إلى وضع الضوابط والمعايير لمزاولة الطب البديل والتكميلي، وتوثيق قواعدهما، وتطويرهما، خاصة الطب الإسلامي والعربي، والسماح للمركز الاستعانة بالخبراء في مجال الطب البديل والتكميلي من داخل المملكة وخارجها. لا شك أن هذا القرار الحكيم له انعكاسات إيجابية في تقديم علاجات الطب البديل وفق الأسس العلمية القائمة على البراهين، بعيدا عن تلك الفئة التي استغلت هذا التخصص الحيوي، وبدأت تمارس هذا النشاط في الخفاء بعيدا عن أعين الرقابة تحت ستار الشعوذة والاستغلال، وهو ما أدى إلى تعرض الكثير من المرضى لمضاعفات عديدة نتيجة غياب الوعي الصحي لدى المريض الذي بدوره ينتظر بارقة أمل في علاج مرضه بعد أن فشلت كل الطرق الحديثة في استئصال علته. والطب البديل منظومة طبية متكاملة بجانب الطب الحديث، ويعرف بأنه عبارة عن مجموعة من مهن صحية مبنية على علم طبي قائم بذاته لكل منها، معتمدة على التشخيص الدقيق من خلال الفحص الشامل، مراعية الحالة النفسية والعقلية إضافة للحالة الجسدية، ومطبقة المبادئ العلاجية لكل منها، وقد تستخدم الماء والكهرباء والأشعة والليزر والحرارة والمساج والمعالجة اليدوية والأعشاب والزيوت الطبية، والأدوية الطبيعية. والطب البديل بدأ من أيام الفراعنة، وبرع فيه العرب أيضا، ومن أشهر علمائه الرازي وابن سينا وابن البيطار والطبري وغيرهم. حققوا تقدما ملحوظا وأبحاثهم تدرس إلى الآن في الجامعات الأوروبية. وبعدها انشغل العالم بالطب الحديث، فمثلا يوجد أكثر من مائة مركز لممارسات هذا النوع من الطب في العالم الذي أجازته «منظمة الصحة العالمية»، كما يوجد الكثير من الكليات الجامعية والمراكز الصحية والمستشفيات في العالم التي تدرس هذا النوع من الممارسات الطبية في علاج أمراض الإنسان. وكونت منظمة الصحة العالمية لجنة من كبار خبراء هذا المجال لدراسة مستقبل الأعشاب الطبية في الطب العلاجي، وجاء هذا الاهتمام نتيجة استجابة العديد من الأمراض المستعصية التي كان لا يوجد لها علاج لكنها استجابت للعلاج بالطب البديل. وعرفت الكلية الأمريكية للروماتيزم الطب البديل بأنه يستعمل مكان الطب التقليدي (الحديث) لكن الطب المكمل يستعمل بالترافق مع الطب الحديث. ولقد أصبحت معرفة وسائل الطب البديل من المواضيع المهمة التي يجب أن يلم بها طبيب الروماتيزم، وللأسف يستخف الكثير من الأطباء بمعظم أساليب الطب البديل ويرون أنه مجرد علاج نفسي أكثر منه علاجا (عضويا). أخيرا.. تبين أن استعمال الطب البديل بين مرضى الروماتيزم في كندا يتراوح بين 63 91 % وفي المكسيك 65 83 % وفي أستراليا 40 99 % وفي بريطانيا 28 71 % وفي إيرلندا 81 %. * استشاري الروماتيزم في جدة