هل رأيتم صورة الطفل الغض المغتصب ملقى في الصحراء بعد أن تعرض لسفك طهره وبراءته على يد وحش سموه سفاح حائل؟ هل رأيتموه كآباء وأمهات بخوفكم على ثمرة قلوبكم وقرة أعينكم؟ ما الذي أحدثته فينا هذه الصورة من دمار للمشاعر واستعداء على الجريمة ومرتكبيها؟ خوفا على أبنائنا حفظهم الله من مصير مماثل، إذا ما استشرى الفاسقون في غيهم وانتهاكهم وترويع الأنفس الآمنة. سفاح حائل هو خطر متكرر، ومجرم لا يزال يسير بيننا ويعيش معنا، ولن يختفي ما لم تتم ملاحقته والنيل منه واجتثاث أمثاله من مجتمعنا. يجب أن يعاقب هؤلاء الفسقة عقابا جذريا يستأصلهم من المجتمع، إذ لا تنفع معهم أنصاف الحلول وضبابية التبريرات، وكذلك الحال مع كل الجرائم بدءا من هذا السفاح وانتهاء بكل من يدمر خلايا المجتمع ويغتصب حقوق أفراده بالعبث بأمنهم وأمانهم، ويستمرئ التكرار ويتجاهل القوانين الرادعة. لا تأخذكم بهم رأفة في تطبيق شرع الله فيهم كحل سماوي لفساد المجتمعات ككل. فعندما تطبق القوانين وتقام الحدود يتراجع كل فاسد عن فساده وكل خائن عن خيانته وكل شيطان مريد عن رجسه. لنستأصلهم من مجتمعنا بحسم وحزم ليكونوا عبرة لغيرهم تردعهم عن اتخاذ ذات السلوك. الجسم الصحيح المحافظ على قوته وصيانة ثروته لا تعيث فيه الجراثيم ولا الخلايا المدمرة فسادا، وإن وجدت فبضعف وأقلية وجبن. نريد مجتمعا صحيحا معافى أو على الأقل نظيفا من هذه الجراثيم الخطرة السريعة الانتشار، إذا هي وجدت تهاونا في ردعها ولجمها ومحاصرتها من قبل الجميع أفرادا ومؤسسات وقوانين وأنظمة. هند هرساني