هذه مشكلة طالما هددت زيجات كثيرة بالانهيار، والزواج الطبيعي هو الذي لا يزيد فيه الفارق في السن على خمس سنوات أو نحو ذلك.. فالشباب الذي بلغ الخامسة والعشرين يستطيع أن يتزوج فتاة في العشرين أو دونها بغير أن يشعر بحرج على الإطلاق. لأن هذه السنوات الخمس التي يكبر بها زوجته هي في الواقع فارق لابد من وجوده لأن آثار الكهولة تظهر في العادة على المرأة قبل الرجل فالمتبع أن يكبر الزوج المرأة ولم نألف العكس، سواء في مجتمعاتنا أو حتى في المجتمعات الغربية عنا. وقد يحدث أحيانا أن يزيد هذا الفارق في السن إلى 15 سنة أو أكثر وهذه ظاهرة قد لا يشعر بها الزوجان في بداية مشوار حياتهما، ولكنهما سوف يلمسان أثرها عندما يتقدم بهما السن في الخمسين أو الستين. عندئذ نجد أن نشاط الرجل قد تضاءل وضعفت حيويته بينما تكون الزوجة (أي زوجته) مازالت تتمتع بكامل نشاطها وحيويتها.. وكثيرا ما نسمع عن مسن في سن الستين تزوج من فتاة في مثل سن ابنته، وأقل ما يوصف به.. مثل هذا الرجل أنه غير ناضج.. فهو يعلم أن مثل هذا الزواج غير المتكافئ لن يعمر طويلا، إذا لابد أن ينتهي أما بوفاته أو بوفاة زواجه نفسه. هيثم محمد عبد الجبار