تسلمت الأسبوع الماضي العدد الأخير من جريدة «أم القرى» التي تصدر عن وزارة الثقافة والإعلام، وقد تمت طباعتها بالمعدات الحديثة التي يسرت إصدارها في إخراج جديد بألوان متعددة، فعادت بي الذاكرة إلى نصف قرن أو يكاد عندما تولى الأستاذ الكبير عبد الله الحصين تغمده الله برحمته رئاسة تحريرها بوعد من المسؤولين في المديرية العامة للإذاعة للصحافة والنشر بدعم ميزانية الجريدة وتوفير الإمكانات المساعدة على الارتقاء بمستوى الجريدة التي تصدر من أم القرى وباسمها. ومما أذكر أن صديقي الحبيب ورفيق مشوار العمر الأستاذ عبد الله عبد الرحمن الجفري عليه رحمة الله اقترح عمل حوار مع الأستاذ عبد الله الحصين عن الخطى التي سينتهجها لتطوير الجريدة، فكان أن منحنا رحمه الله موعدا للقائه بمنزله الذي كان يسكنه في أجياد. كان الأستاذ الحصين رحمه الله خلال اللقاء شعلة من الحماس الذي يجسد حزمة من الأفكار التقدمية للنهوض بالجريدة التي سوف لن تقتصر على نشر الإعلانات كما هو حالها منذ نشأتها ولتاريخه، وإنما سيخص زوايا ببعض صفحاتها مقالات لكبار الكتاب مع قصيدة في كل عدد من عيون التراث إن لم تتوافر له قصيدة لشاعر كبير من الشعراء المعاصرين، والذي يبدو أن المسؤولين في المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر قد خذلوا الأستاذ عبد الله الحصين بعدم توفير ما وعدوه به، فكان أن ترك العمل ليس في الجريدة فقط وإنما في المديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر، ونقل خدماته لوزارة المعارف وزارة التربية والتعليم حاليا حيث تم تعيينه عليه رحمة الله مديرا للتعليم بمنطقة جدة. ومرت الأعوام دون أن يحدث لأم القرى شيئا من التطوير يليق بجريدة تصدر من أم القرى وباسمها!! والذي يلوح لي أن معالي الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام قد استشعر أهمية تطوير الجريدة فكان أن منح الأستاذ القدير حسين محمد بافقيه التفرغ لتولي مهام إدارة الصحيفة ورئاسة تحريرها وهو على ذلك بإذن الله قدير إن توافرت له ميزانية تمكنه من استقطاب أقلام كتاب من العالم العربي إلى جانب المبرزين من كتاب المملكة للإسهام في تحرير الصحيفة ولو من خلال زوايا ومقالات في حدود صفحة أو اثنين، إلى جانب المواد الرسمية والإعلانات المطلوب نشرها في الجريدة الرسمية. فلقد طالعت العدد الأخير الذي تسلمته الأسبوع الماضي كما أشرت في مستهل الحديث فوجدته في إخراج أنيق وبطباعة ملونة لكنه يخلو حتى من رأي ولو عن موضوع واحد، مما حفلت به الصحيفة من أخبار رسمية ومعلومات عامة، وهو ما أحسب أنه في غاية الأهمية بأن يكون للصحيفة رأي بشأن أبرز الأخبار الرسمية التي حفل بها العدد. هذه واحدة، أما الثانية وهي إقدام المسؤولين عن الإخراج على تغيير رسم اسم الجريدة السابق برسم آخر، وهو ما لا أحسبه مقبولا ولا مطلوبا، فهذه الصحف العالمية أجمع تبدل وتغير في المحتوى ولكنها أبدا لم تقدم على تغيير رسم الاسم، فهذه الأهرام على ما نعرفها من مائة سنة، وهذه الهرلدتربيون كذلك ومثلها اللوموند. إن رسم اسم الجريدة هو الوجه الذي تعرف به، فهل يمكن لإنسان أن يغير معالم وجهه؟ إنني وبإصرار أطالب بإعادة الرسم السابق لاسم الجريدة خاصة وأن الرسم الجديد قد شوه وجه الجريدة الحبيبة. فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة