رأى نائب رئيس ديوان الوقف السني في العراق الدكتور محمود الصميدعي أن دعوات تسيس الحج بغية أهداف أخرى مسألة مرفوضة في كل الأشكال، معتبرا أن هذه الدعوات الهادفة إلى إقحام السياسة في عبادات المسلمين أحد فتن هذا الزمن وعلامة من علامات الساعة التي دلت على وجود الهرج والمرج. وطالب الصميدعي في حديث ل«عكاظ» حجاج بيت الله الحرام بعدم الالتفات لمثل هذه الأمور والدعوات الباطلة التي تدعو الحجاج للتجمعات والهتاف وممارسة أمور مخالفة للشريعة الإسلامية، إذ يكون المتضرر الوحيد منها حجاج بيت الله الحرام، مشيدا بالخدمات التي تقدمها المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا في السهر على راحة الحجاج وتقديم كل ما يسهل أداء نسكهم بأمن وأمان وطمأنينة، لافتا أن مثل هذه الخدمات التي تعمل المملكة جاهدة لتوفيرها تستحق التعاون والامتنان لإنجاح موسم الحج. وقال إن الحج لم يعرف منذ ظهور الإسلام وحتى الآن بأنه كان مسيسا أو له أهداف سياسية فالحج هو عبادة ينبغي بها كسب رضا الله والتقرب إليه، فضلا عن كونه أحد أركان الإسلام الخمس، مضيفا أنه من شروط الحج أن يكون خالصا لوجه الله تعالى وبعيدا عن الرياء والسمعة أو أي أهداف أخرى، لذا تأتي دعوات التسييس بعيدة عن الأهداف التي شرعها الله. وتابع الصميدعي: «فمن قرن نسك الحج بمقصد آخر دنيوي مسيء للمسلمين، فإن حجه باطل وغير صحيح، لأن الهدف من الحج هو التأكيد على وحدة المسلمين وتماسكهم وتسيس الحج هو قدح لهذه العبادة العظيمة، لأن المقصود بها لا رضى الله ورسوله وليس رضى فلان أو علان، فمن أطاع الله وعصى العباد فقد أخلف ومن انتهج منهجا آخرى فقد خاب وخسر». وعبر عن امتنان حجاج العراق لما تقدمه المملكة من خدمات وتسهيلات تعينهم على أداء فريضة الحج بسهولة ويسر دون الالتفات إلى مذاهبهم أو توجهاتهم وهو أمر يثلج الصدر وليس بغريب على حكومة المملكة التي تعتبر خدمة الحجاج والعمار واجب عليها تؤديه بكل إخلاص وأمانة.