** الأسلوب الرفيع في التعامل مع الآخرين يشكل مرتكزا هاما في حياة أي إنسان، بل إن ثمرة هذا الأسلوب هي ما تلازم الإنسان في خريفه وخريف الحياة بشكل عام. ** وإذا كان لهذا الأسلوب الرفيع أهميته بصرف النظر عن ماهية موقع الإنسان ودوره ومركزه والمجال الذي يعمل فيه ويتعامل من خلاله، فما من شك بأن أهمية هذا المرتكز تتضاعف لدى من تناط به مسؤولية قيادية في أي شأن من شؤون الحياة، حتى على مستوى الجماعات الصغيرة سواء كانت مهنية أو اجتماعية أو غير ذلك. ** والأسلوب الرفيع في القول والعمل والمعاملة هو هبة ينعم بها الله على من يشاء من عباده وثمرة من بذور الأخلاق الحميدة التي تجلت أهميتها وعظمتها في قول سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق». ** صحيح أن في مقدور الإنسان أن يحصد أرفع الشهادات ويتبوأ أكبر الأدوار ويحظى بما لا حصر له من معطيات الدور، لكنه لا يستطيع بكل ما هو تحت يده من هذه المعطيات أن يصل لقلوب الآخرين ومحبتهم واحترامهم وتقديرهم الصادق ما لم يكن ممن أنعم الله عليهم بنعمة الأخلاق الكريمة ومخزونها الذي لا ينضب من سجايا وخصال الإنسانية الفاضلة التي بها ومن خلالها يرسخ ويعزز نجاح الإنسان وتقدمه وحضوره الدائم والأمين في قلوب الآخرين، بينما ما هو دونها وبعيد عنها لا يلبث أن يصبح سرابا ومحاطا بالنسيان وبما هو أقسى وأشد منه ضراوة ومرارة وأسى بمجرد انتهاء العلاقة بذلك الدور بشكل أو آخر مهما كانت عليه معطيات الدور من أضواء وجذب جماهيري، ذلك لأن تلك المعطيات تبقى في النهاية ملازمة للدور ولمن يتناوب عليه. ** أما ما يخرج به كل من يغادر الدور هو الحصاد الحقيقي لما رعاه وراعاه من بذور الخير والحب وكل مقومات الخلق الحسن في حنايا القلب وحقول الإنسانية السوية. ** هذا الحصاد لا يقف نفعه وأثره الإيجابي عند حدود خريف الأحياء والحياة بل يمتد لما هو أهم وأبقى، والله من وراء القصد. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 124 مسافة ثم الرسالة