بدت لي رسالة معالي الدكتور غازي القصيبي التي وجهها لي نهاية الأسبوع الماضي (عكاظ 29/10/2009) كما لو أنها إعلان نعي لطموحات وأحلام الوزير في إصلاح أحوال العمل والعمالة!! ومن يقرأ الرسالة يشعر لأول وهلة بموجة إحباط شديدة بين أحرف معاليه سرعان ما تتحول إلى موجة شعور بخذلان الجميع له في مساعدته على التغلب على مشكلات حجم العمالة الوافدة ووقف طوفان الاستقدام الذي يكاد يتحول إلى موجات تسونامي تجتاحنا دون أن يصدها شيء!! ولن أجادل معاليه في حقيقة خذلان المجتمع له، ولكن متى كان هذا المجتمع غريبا عليه؟! إنه نفس المجتمع الذي يخذل نفسه في كل مرة يطالب فيه باتخاذ المبادرات نحو الأمام فيتقوقع على ذاته منتظرا المبادرات من الآخرين لتنوب عنه الدولة أوالواقع في اتخاذ القرارات التي تدفع به في سلم الارتقاء المدني!! هذا المجتمع لا ينظر فيه الفرد إلى الصورة الشاملة إلا من خلال زاويته الشخصية منها، فمصلحته أهم ومن بعده الطوفان، لذلك تجده مجتمعا تنهشه الواسطة والمحسوبية، فلا عدالة في توزيع الفرص ولا احترام لحقوق الآخرين في أولويات الحصول على هذه الفرص!! إنه نفس مجتمعك الذي تعرفه يا أبا سهيل منذ عرفت الدنيا فلا تبد شعور الخيبة بخذلانه وهو الذي لم يكن مهيأ لمساندتك أو كنت أصلا تتوقع مساندته!! أما المؤلم فهو أن يصل مستوى الإحباط والخذلان عند معاليه إلى درجة يصبح فيها الجميع في كفة واحدة، فليس كل من في المجتمع خذل معاليك، وفي الصحافة كتاب ساندوك وتحملوا الكثير من سهام عاطفة قرائهم في سبيل تحقيق حلم جاء به وزير حالم عودنا على تحقيق أحلامه، فمن خذل من يا أبا سهيل؟! ألم نقترح عليكم قفل باب الاستقدام وجعله من خلال شركات متخصصة، فمن أخر القرار؟! من خذل من في تطبيق قرار تأنيث محلات الملابس النسائية؟! ألم نتحمل الكثير من السهام في سبيل مساندتك في هذا القرار ليتم تأجيله في النهاية بجرة قلم ودون أي تبرير لمن نفدت أحبارهم في تمهيد طريق التنفيذ أمامك؟! من خذل من يا أبا سهيل؟! هي ليست جنازة لتشكرني على سعيي فيها، وليست منامة لتفقني منها، فأنا ممن يحملون النعش على أكتافهم كل يوم، ويسهرهم الهم عن النوم كل ليلة!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة