تشهد العاصمة الأثيوبية أديس أبابا يومي 14 و15 نوفمبر الجاري إقامة الملتقى السعودي الشرق أفريقي الذي يعد قمة اقتصادية غير مسبوقة تستهدف إرساء الأسس لتعزيز الروابط الاقتصادية والتدفقات الاستثمارية بين المملكة وخمس دول شرق أفريقية. وتولي المملكة اهتماما كبيرا بهذا الحدث الكبير الذي يرسي أساسا لشراكة سعودية شرق أفريقية، لعل ما يستقطب الاهتمام هو الحرص الكبير والبارز الذي تبديه السعودية لهذا الحدث، حرصها على إيفاد أربعة من كبار وزرائها يتقدمهم وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف ووزير التجارة والصناعة عبدالله بن أحمد زينل، ووزير الزراعة الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم ووزير النقل الدكتور جبارة بن عيد الصريصري، على رأس وفد يضم كبار مجموعات الأعمال والصناعة والمستثمرين. وتشارك كل من أثيوبيا وأوغندة وتنزانيا وكينيا وجيبوتي في هذا الملتقى. وتعتبر دول شرق أفريقيا غنية بالموارد الطبيعية والمواد الخام والبيئة الملائمة لشتى مناحي الاستثمار، لخصوبة أراضيها وكثرة الأمطار والأنهار بها، كما يضاف للقيمة الاستثمارية التي تتمتع بها هذه الدول موقع معظمها على منافذ بحرية وبرية عدة، ما يؤهلها لتكوين شبكة توزيع واسعة. وفي المقابل تتمتع السعودية بموارد مالية ضخمة، وعليه فإن فرص استثمار السعوديين في هذه الدول كبيرة جدا خاصة في مجال التنمية الزراعية. ويعتبر خبراء اقتصاديون أن المملكة تمثل شريكا مثاليا لدول شرق أفريقيا، نظرا إلى كونها من أكثر الدول تمتعا بالاستقرار السياسي والأمني، كما أنها بين أكبر الدول المستوردة، فضلا عن كونها تمثل سوقا ضخمة تتمتع بناتج محلي يقارب ال400 بليون دولار سنويا. وبحسب مصادر، فإن ملتقى أديس أبابا سيركز مداولاته وورش أعماله على عدد من الموضوعات الرئيسية مثل: البنى الأساسية، الصناعة، الزراعة، الطاقة، السياحة والعقار. يذكر أن الفرصة ستتاح لأكثر من 50 من كبريات الشركات السعودية للمشاركة في ورش عمل وعرض منتجاتها في سوق يضم نحو 190 مليون مستهلك، وذلك من خلال المعرض الذي سيرافق الملتقى والذي يعتبر أكبر معرض صناعات سعودي تشهده أفريقيا.