أغلقت أمانة المدينةالمنورة أمس خمسة مطاعم شهيرة على شارع سلطانة، تشكل فروعا لسلسلة مطاعم عالمية «مطاعم الوجبات السريعة»، بدعوى عدم تطبيقها اشتراطات السلامة، فيما ألمح أحد وكلاء تلك المطاعم إلى احتمال مقاضاة الأمانة والمطالبة بتعويضات عن خسائر تعرضت لها قد تتجاوز ربع مليون ريال في اليوم الواحد، وقد تتضاعف في حال استمر الإغلاق. واجتمع أمس وكلاء المطاعم لمقابلة أمين أمانة المدينة ومخاطبته بشأن الإغلاق الذي وصفوه ب «التعسفي» والذي جرى دون سابق إنذار. ووفقا لعلي الحربي (وكيل أحد المطاعم المغلقة) فإن مندوب بلدية العيون حضر يوم أمس وطلب منهم إغلاق المطعم فورا وطلب من العمال الخروج من المحل، لعدم تطبيق اشتراطات كانت قد طلبتها البلدية وحددت مهلة مدتها 15 يوما خلال شهر شوال الماضي، نافيا أن يكون للاشتراطات التي طالبت بها البلدية أية علاقة بالأغذية التي يقدمها المطعم أو حدوث أية حالات تسمم. وحذر الحربي في حديثه ل «عكاظ» من أن يصبح الإغلاق المفاجئ للمطاعم الذي تمسكت به أمانة المدينة أمس، مثار شائعات تضر بسمعة المطاعم التي تعد الأشهر على الصعيد العالمي. فيما أشار فهد حداد (وكيل سلسلة أحد المطاعم الشهيرة)، إلى أن دخل المطعم خلال الفترة الصباحية يفوق 25 ألف ريال، وأشار إلى أن بعض الزبائن عندما يرى إغلاق المطعم قد تساوره الشكوك في جودة الطعام المقدم وأن عملية الإغلاق قد يكون سببها حالة تسمم «وهذا الأمر يضر بسمعتنا». وقال «كان يتعين على مندوب البلدية التريث لأيام قليلة لتمكيننا من تنفيذ باقي الاشتراطات، بعد أن نفذنا جزءا كبيرا منها ولم يتبق سوى شرط الستائر الهوائية، لكن المندوب لم يمنحنا فرصة للتفاوض وطلب إغلاق المحل وإخراج العمال ومراجعة البلدية لأي اعتراض، وأكد أننا سنتعرض لغرامة 10 آلاف ريال في حال أعدنا فتح المحل دون وجود المندوب». وأضاف حداد أن المطاعم التي أغلقت حاصلة على شهادة الأيزو العالمية في جودة الأغذية واشتراطات عالمية في مجال عملها، مشيرا إلى أن العلامة التجارية للمطعم الذي يديره حاصلة على المرتبة الخامسة عشرة عالميا في الجودة، وشهادات آيزو 9001،9002،9022 ويقوم مندوبو الشركة المانحة للعلامة التجارية بجولات رقابية دورية على الفروع للتأكد من مطابقتها لاشتراطات الشركة صاحبة العلامة التجارية. وعلق قاسم نخلة (مدير أحد المطاعم المغلقة)، أن من بين الاشتراطات التي فرضتها الأمانة شروطا تعجيزية وقد فرضت الجهة المنفذة لتلك الاشتراطات «بلدية العيون» مهلة محددة بخمسة عشر يوما لتنفيذها «وعملنا طوال الفترة الماضية على تنفيذ الشروط وفاجأنا مندوب البلدية بالإغلاق أمس». وأضاف أن من بين الشروط التي طالبت بها البلدية استلام المواد الغذائية المبردة عند أقل من خمس درجات مئوية، وتخزين المواد الغذائية بعبوات محكمة الغلق لمنع دخول الحشرات «علما أن العبوات التي نستخدمها هي ذات العبوات المستخدمة عالميا والتي تفرضها الشركة»، كما اشترطت الأمانة توفر أحواض لغسل الخضار وتعقيمها باستخدام مطهرات خاصة، عدم استخدام عبوات غير مخصصة لحفظ الأطعمة، كما طلبت الأمانة توفير وحدة تنقية مياه متكاملة داخل المطعم تشتمل على فلتر رملي وفلتر كربوني باستخدام الأشعة فوق البنفسجية وعدم استخدام مياه التحلية، وكذلك استخدام المناديل بدلا من المناشف القماشية في المطعم، وعدم استخدام أواني الألمنيوم والنحاس في الطهو واستخدام أواني (الستانلستيل) بأحجام محددة. وأشار نخلة إلى أن البلدية طالبت بإقامة مناطق فصل داخل المطعم لعزل مناطق الطهو والتحضير عن مناطق تخزين الطعام، في حين لا تتجاوز مساحة المحل 25 مترا، متسائلا: كيف تشترط الأمانة هذا الشرط علما أنها أصدرت رخصة فتح المحل ورخصة الإنشاء. الأمانة: المطاعم لم تفصل أماكن تجهيز الأطعمة عن تخرينها أكد مدير العلاقات العامة والإعلام في أمانة المدينة خالد بن متعب بن تركي أن أمانة المدينة لم تستهدف المطاعم الشهيرة في شارع سلطانة، وإنما جاء ذلك ضمن حملة لتطبيق لائحة وتعليمات وزارة الشؤون البلدية والقروية الخاصة بالسلامة الغذائية في المطاعم، مشيرا إلى أن يوم أمس شهد أيضا إغلاق عدد من المطاعم الشعبية في منطقة قباء للأسباب ذاتها. وأضاف أن إغلاق مطاعم سلطانة بسبب عدم تقيدهم بتنفيذ عملية فصل أماكن تجهيز وتحضير الأطعمة عن أماكن تخزينها وأماكن تقديم الطعام، وقد منحوا فرصة لتعديل المخالفات كما تمت مخاطبة بعضهم للحضور إلى مقر البلدية دون جدوى، منوها بأنه تم وقف العمل في تلك المطاعم إلى حين ولم تغلق نهائيا، وذلك حتى تستكمل إجراءاتها، وسوف تتواصل الحملة اليوم لتشمل مطاعم أخرى حرصا على السلامة الغذائية لمرتادي المطاعم على كافة درجاتها.