أكد مدير معهد الإدارة العامة الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الشقاوي ل (عكاظ) أن مركز قياس الأداء الحكومي المنضوي تحت لواء المعهد والذي رأى النور منذ ثلاثة أشهر، هو مركز لقياس الأداء الحكومي في الجهات الحكومية، من الموظفين وغيرهم، يعمل على التركيز على النشاطات التي لم تصل إلى المستوى المطلوب، والعمل على تقويمها، مشيرا إلى اعتماد ميزانية خاصة لذلك. وإلى تفاصيل الحوار: • بعد مرور نصف قرن على إنشاء معهد الإدارة العامة، ما هي الإنجازات التي قام بها، ودوره في دعم التنمية بالكوادر والمخرجات؟ - ربما لا يمكننا في هذا المجال رصد كل ما قدمه معهد الإدارة العامة خلال مسيرته الحافلة بالعطاء، لكن نستطيع من خلال قراءة سريعة أن نبين وبشكل مختصر أبرز إنجازات المعهد خلال هذه المدة في مختلف نشاطاته الرئيسية، فقد بلغ عدد المتدربين في البرامج العامة منذ إنشائه وحتى الآن أكثر من (442) ألف متدرب، وفي البرامج التدريبية الخاصة حوالى(25) ألف متدرب، وبلغ عدد متدربي الدول العربية في البرامج التدريبية العامة حوالى (6000) آلاف متدرب، وبلغ عدد الخريجين من البرامج الإعدادية العامة والخاصة أكثر من (27) ألف دارس، كما بلغ عدد المشاركين في الحلقات التطبيقية أكثر من (24) ألف مشارك. هذا ما يتعلق بنشاط التدريب، أما نشاط الاستشارات، فقد بلغ مجموع الاستشارات التي قدمت منذ بدء نشاط الاستشارات في المعهد سنة 1382ه حتى منتصف سنة 1430ه حوالى (2000) ألفي استشارة في مختلف المجالات ذات الصلة بالعمل الإداري، أي بمعدل (40) استشارة سنويا. أما فيما يخص نشاط البحوث فقد أنجز المعهد خلال هذه الأعوام ما مجموعه (476) عملا علميا، ما بين مؤلفات وبحوث ودراسات وتراجم. كما بلغ عدد الوثائق الإدارية التي يقتنيها المعهد أكثر من (62057) وثيقة، يستفيد منها أكثر من (4000) مستفيد سنويا. وهذا الكم من الإنجازات لم يكن هو الهدف فحسب، بل كان يصحبه دائما قدر عالي الجودة والتحسين المستمر في الأداء، ولعل من ثمار ذلك فوز معهد الإدارة العامة بجائزة داتا ماتكس لأفضل مؤسسة حكومية في الشرق الأوسط في تأهيل وتطوير الكوادر الوطنية في تقنية المعلومات، وهذا يعتبر علامة تميز وشهادة اعتراف من أكبر مؤسسة في مجال تقنية المعلومات والبنية التحتية التقنية في الشرق الأوسط بأن المعهد قد وصل إلى مستوى رفيع من الأداء في مجال إعداد وتأهيل القوى العاملة الوطنية وتهيئتها للعمل في القطاعين الحكومي والأهلي . ماذا عن مركز قياس الأداء الحكومي ؟ مركز قياس الأداء الحكومي الذي رأى النور من ثلاثة أشهر، هو مركز لقياس الأداء الحكومي في الجهات الحكومية، من الموظفين وغيرهم، وهو يعمل على التركيز على النشاطات التي لم تصل إلى المستوى المطلوب، والعمل على تقويمها، مشيرا إلى أنه تم اعتماد ميزانية لها وستوفر 35 وظيفة لخدمة المركز. • هل هناك نية لمعهد الإدارة العامة في التوسع في مناطق المملكة في ظل الرغبات من بعض المناطق؟ - هذه الخطوة ينظر إليها المعهد بعين الاعتبار، حيث أدرج في مشاريع موازناته السابقة إنشاء ثلاثة فروع في كل من منطقة القصيم والمنطقة الجنوبية ومنطقة الجوف، وكذلك عدد من الفروع النسائية، ونأمل أن ترى هذه المشاريع النور في المستقبل القريب بإذن الله. • ما هو دور المرأة في معهد الإدارة العامة، وهل سيتم إضافة أقسام أو معاهد نسائية لما هو موجود؟ - يستهدف المعهد ضمن خططه وأهدافه الرئيسية تنمية مهارات المرأة السعودية وتطوير أدائها لتضطلع بدورها التنموي في مجالات العمل الخاصة بها، وقد قام المعهد من أجل تحقيق ذلك باستقطاب عدد من الكفاءات النسائية من ذوات الخبرة العالية والكفاءة ليقمن بمهام التدريب والبحث العلمي والاستشارات لخدمة مجالات العمل النسائية، كما لا يألو المعهد جهدا في توفير أحدث التجهيزات المكتبية والتقنية التي تساهم في تطوير العمل التدريبي في فرع المعهد النسائي. أما فيما يتعلق بالشق الثاني من السؤال، فقد أوضحت في إجابة السؤال السابق أن المعهد عازم بإذن الله على إنشاء عدد من الفروع النسائية في مناطق مختلفة من المملكة، لكن البدء في ذلك مرتبط بمدى توفر التمويل المناسب والموازنات المالية الكفيلة بإخراج هذه المشاريع إلى حيز الوجود. • طرح عدد من أعضاء مجلس الشورى مطالب بأن يتم تقييم المعهد خلال الفترة الماضية، ما هو تعليقكم؟ - أولا أود أن أحيي حرص أعضاء مجلس الشورى على استمرار تميز وريادة المعهد كجهاز معني بالتنمية الإدارية في المملكة. وقد تمت مناقشة هذا الموضوع مع الإخوان أعضاء المجلس من حيث إيضاح ما قام به المعهد في هذا المجال. فالمعهد يقيم جميع نشاطاته بشكل دوري ويستفيد من هذا التقييم في تطوير وتحسين أدائه لمهامه. كما أن المعهد سبق أن قيم نشاطاته من خلال خبراء عالميين. وقام بإعداد دراسة شاملة لتقييم جميع نشاطاته شارك فيها (30) عضوا يمثلون قادة الفكر والعمل الإداري في المملكة وكان من نتائج توصيات هذه الدراسة تطوير جميع النشاطات التدريبية والاستشارية والبحثية والمعلوماتية. والمعهد مازال يسعى ويرحب بأن يتم تقييم نشاطاته من خلال جهة عالمية مرموقة، وبناء على المعلومات التي جمعها المعهد عن مراكز وبيوت الخبرة العالمية في مجال الإدارة والتنظيم، وتم وضع تصور متكامل لتنفيذ الدراسة. وقد أدرج في مشروع ميزانية المعهد طلب تخصيص الاعتماد المالي المناسب للقيام بذلك. • كيف اكتسب معهد الإدارة العامة تنظيمه الدقيق، كما نجح في المحافظة عليه، حتى أصبح مضربا للمثل في الانضباط، في بيئة العمل السعودية؟ - كما تعلم فإن من أبرز الأهداف المرجوة من إنشاء معهد الإدارة العامة، والتي نص عليها نظامه: «رفع كفاية موظفي الدولة وإعدادهم علميا وعمليا ؛ لتحمل مسؤولياتهم وممارسة صلاحياتهم على نحو يكفل النهوض بمستوى الإدارة ويدعم قواعد التنمية الإدارية»، ولاشك في أن هذا الهدف لن يكون المعهد قادرا على تحقيقه ما لم يبدأ بنفسه ويكن هو مثالا يحتذي في الدقة والانضباط والجودة. وإلا لأصبح المعهد ضمن رسالته التنموية يطالب الغير بأشياء لم يلتزم هو بها. وقد التزم المعهد ومنذ إنشائه بعدد من المبادئ والضوابط والمعايير التي كونت ثقافة عمل خاصة به وأصبح الجميع يتقيد بها بشكل تلقائي، ومن أبرزها التأكيد على الإنتاجية في الأداء والانضباط في مواعيد العمل والنشاطات في الانفتاح على التجارب العالمية. • هل هناك نية للتوسع في الأقسام والتخصصات، والتوجه إلى حاجة سوق العمل؟ وهل هناك نية لإلغاء بعض الأقسام والتخصصات؟ - الاهتمام بدراسة سوق العمل ومواكبة مستجداته من الأمور التي يضعها المعهد نصب عينيه عند تصميمه وتطويره لبرامجه التدريبية والإعدادية، حيث يقوم المعهد بإعداد الدراسات الشاملة عن احتياج سوق العمل من التخصصات اللازمة سواء سابقا أو في هذه المرحلة. وتعرف تلك الدراسات بتحديد الاحتياج، و يقوم بتنفيذها أعضاء هيئة التدريب في المعهد تحت إشراف من الإدارة المختصة وإشراف مباشر من الإدارة العليا. ومن الخطوات التي تمت في هذا المجال عقد العزم هذا العام بمشيئة الله تنفيذ مشروع لتطوير جميع البرامج الإعدادية القائمة لتحديد مدى الحاجة إليها وتوافقها مع احتياج سوق العمل، إلى جانب إضافة برامج إعدادية جديدة يجرى حاليا الإعداد لتضمينها.