يلتقي المسلمون في موسم الحج من أنحاء العالم كافة، على مختلف مشاربهم ومذاهبهم وتوجهاتهم الفكرية وأصولهم العرقية، في الحج يتقارب المسلمون ويتعرف بعضهم إلى بعض، ويتداولون فيما يجمعهم من قضايا الإيمان والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، ولم يكن يوما مناسبة لنشر الشقاق وبث الفتن بين المسلمين، ولا يحتمل كذلك الشعارات السياسية التي تفرّق ولا تجمع. إذ من المفترض أن يكون لها مكان آخر بعيد عن بيت الله. في هذا السياق، لقيت دعوة المملكة لتجنيب الحج مظاهر التسييس ترحيبا من الساسة ورجال الدين في لبنان، إذ قال مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان ل «عكاظ»: «إن الحج هو ركن من أركان الإسلام وهو عبادة العمر، يؤديها المسلم بالتقوى وبتقرب إلى الله جل جلاله، ومن طبيعة هذه العبادة أن تلتقي كل الألوان واللغات وكل الأجناس على وحدة الصف الإسلامي. وليس هناك فرق عند الله سبحانه وتعالى بين المسلمين؛ فالجميع متساوون ومتشابهون بالشكل، وبالدعاء ينادون ويلبون ويصلون ويطلبون المغفرة والعزة والقربى من الله عز وجل. وما من فوارق أيضا عند الله بين المسملين إن كان لجهة لون أو عرق ومن طبيعية هذه العبادة أن تلتقي كل الألوان واللغات، وما يثار من قضايا إنما يراد من ورائها تفتيت وحدة المسلمين والتفرقة فيما بينهم، لكن يجب على المسلمين أن يرجعوا إلى الله وعبادته وإلى كتابه الكريم». أما مسؤول العلاقات السياسية في الجماعة الإسلامية الدكتور علي الشيخ عمار فقال ل «عكاظ»: إن موسم الحج هو موسم لالتقاء المسلمين وهو أحد أركان الإسلام، ومجال للتحاور وتبادل الأفكار ولعرض الهموم، لا سيما أن الأمة تعاني على المستويات كافة. وأضاف: أنا أرى أن موسم الحج إذا استطعنا أن نحوله ليكون مجالا للبحث لكل هذه الهموم فهذا يكون أمرا جيدا، فضلا عن أنه موسم عبادة، وليس هناك مانع من أن يكون هناك شيء من الحوار والتواصل واستعراض المشكلات التي يعاني منها الإنسان المسلم في كل أنحاء العالم وهذه مسألة طبيعية. من جهته، قال القيادي في تيار المستقبل اللبناني مصطفى علوش ل «عكاظ»: في الواقع، إن المسلمين متعددو المذاهب السياسية والتوجهات السياسية، وعلى هذا الأساس فإن موسم الحج يجب أن يمر دون أية إثارة لمشاعر الآخرين، خاصة تلك التي لا تتعلق بالإيمان الأساسي العبادة المخصصة لمسألة الحج، أما الشعائر السياسية الأخرى فيجب أن تكون ممنوعة منعا باتا بشكل ذاتي من خلال الحجيج.