وردتني رسائل عدة بعد مقالي الأخير عن صراع الحركات الإسلامية، غالبيتها يتناول المقال ويناقش تأييدا أو معارضا لما جاء في سطوره، وهذا حق مشاع ويمثل حراكا خلاقا في تعددية الرأي وموازين الاختلاف إن كان قاسمها المشترك «الحوار»، لكن أن يغلف الحوار بنفس الأزمة التي تناولتها في المقال بتركيز الإسلاميين الحركيين على المواجهة وعقدة «الخصم» ونشر الغسيل فيما بينهم، فهذا يعطي انطباعا بأن بعض الحركيين مازال حالما مع رفاقه بأجواء «شعب الله المختار»، وغيرهم مطرود ومنفي. على الرغم من أن شكلي الظاهري لا يعطي إيحاء لانتمائي إلى واحدة من الحركات أو الجماعات الإسلامية، إلا أن «أبا عبدالله الأثري» أصر في رسالته على انتمائي لتيار الإخوان المسلمين، وكرهي «للسلفية وأهل الحديث» الواضح حسب رأيه في مقالي، ولا أعلم هل إضافة أهل الحديث أتت لازمة لوحدها كمدرسة قديمة دون شقيقتها المغيبة أصلا في ثقافتنا «أهل الرأي»، أم أنها تعبير مجازي عن تيار منشق، ثم يسترسل بناء على حكمه بأني على خطر عظيم وأن كراهتي للسلفية تعني نقصا في «وطنيتي» لأن الوطن يستمد في أساس تكوينه منهج السلف الصالح!. إن اللافت في «نشر غسيل» الإسلاميين فيما بينهم، دأبهم ونشاطهم المتقد على إطلاق أحدث أوصاف الشتيمة والاتهام والتخوين على الطرف الآخر اللامنتمي للحركة، ولو تأملنا في أسماء الحركات الإسلامية النشطة في مجتمعنا لوجدناها منسوبة إلى أشخاص بعضهم مازال على قيد الحياة والآخر غادرها منذ فترات قريبة، فهذا «جامي» نسبة إلى محمد أمان الجامي، و «سروري» نسبة إلى محمد سرور زين العابدين، و« قطبي» نسبة إلى سيد قطب، و «بنائي» نسبة إلى الحسن البنا، وجميع هذه الحركات تنطلق ببعد أيديولوجي قاعدته «الغاية تبرر الوسيلة» ويشتركون ضمن منظومة الحركات في قاسم مشترك يقضي بإعلان الولاء للتنظيم وقياداته، سواء كانت حركة محلية أو في هافانا أو سيبيريا... لكن الفارق بينهم وبين غيرهم أنهم يتحركون تحت ستار «الإسلام» وإن كان سمتهم التقاذف والتراشق والفجور في المخاصمة. تيارات الإسلام الحركي تمثل ثقافة دخيلة على المجتمع والتعايش والسلم الحضاري، ومشكلة أن يظهر في مجتمعنا المسلم من يزايد على إسلامنا، وتتاح له منابر الفضاء والإنترنت ليعمل سكين تصنيفه على رقاب المسلمين بين إخواني وجامي وتبليغي وسروري... الناس تريد إسلام الله لا إسلام الحركات، وبهذا نتعبد ولو تناحر الإسلاميون. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة