لقد آلمنا نبأ رحيل سلطان الخير إلى الرفيق الأعلى، أيما إيلام، عليه رحمات ربي ومغفرته، وإننا لا نملك في هذا الموقف إلا أن نقول كما علمنا ربنا عز وجل [وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ] البقرة/154-156 ونرفع أحر الدعوات وأصدق التعازي والمواساة في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، إلى مقام والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية، وإلى النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظه الله، كما نتقدم بالتعازي والمواساة لأصحاب السمو الملكي الأمراء إخوانه الميامين وأبنائه وأحفاده حفظهم الله، وصاحبات السمو الملكي الأميرات أخواته الفضليات وبناته وحفيداته حفظهن الله ولكافة الأسرة المالكة الكريمة ونعزي أنفسنا والشعب السعودي الوفي في فقيد الوطن والأمتين العربية والإسلامية جمعاء، ونرفع أكف الضراعة مبتهلين بأحر الدعوات وسائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته كما نبتهل إلى الله العلي القدير ونسأله عز وجل لنا جميعاً ولكل من عرفه الصبر والسلوان والسكينة والثبات.. رحمك الله أبا خالد فلعمري كنت نعم القائد السياسي المحنك الذي أعطى وبذل كل غالٍ ونفيس وخدم دينه ووطنه ومواطنيه وسعى بكل إخلاص ووفاء معاضداً ومؤازراً أخاه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وإخوانه الكرام في كل ما من شأنه رفعة وعزة الدين الإسلامي والوطن والمسلمين لقد كنت نعم الراعي، وكنت منبعاً للجود وأهلاً للكرم والعطاء، الذي سيظل محفوراً وباقياً للأبد ومخلداً لذكراك العطرة. أواه كم ستفتقدك الأرامل وكم سيبكيك الفقراء، فاللهم اغفر له وارحمه، فقد رحل أبو الأيتام وكافلهم، اللهم فبكل ما قدمه عبدك سلطان بن عبدالعزيز من تفريج لكربات المكروبين وتيسير على المعسرين، وإدخال سرور على المحزونين، وعطاء كريم للمحتاجين فعافه واعف عنه، وتجاوز عنه وارفع منازله ودرجاته وأكرم وفادته ووسع مدخله واجمعنا به مع نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وأخيراً وليس آخراً فالبقاء لله وحده سبحانه وتعالى، ونحمده على كل حال ومآل وتلكم هي سنة الله في خلقه التي لا تتغير ولا تتبدل، والتي هي من نواميس هذا الكون، فالموت كما وصفوه حقاً هادم اللذات ومفرق الجماعات الذي مهما تأخر فكلنا على دربه سائرون. لعمري الممات طريق مقدر ولا يتوقف وإن هو تأخر (إنا لله وإنا إليه راجعون). * وكيلة كلية العلوم لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة