اشتبه مواطن عابر في أحد شوارع حي الجامعة فجر أمس في برميل أزرق اللون محكم الإغلاق تنبعث منه رائحة غير طبيعية، فسارع إلى إبلاغ الأمن عن شكوكه، وعلى الفور أصدر مدير شرطة جدة المكلف العميد محمد الأهدل تعليماته بابتعاث فرق مختصة إلى الموقع، في الوقت الذي فرضت فيه الشرطة طوقاً أمنياً حول البرميل تحسباً لأي طارئ، واستعانت الأجهزة الأمنية بفرقة مختصة من الدفاع المدني للتعامل مع الحاوية المغلقة في إجراء تحوطي قصد به ضمان سلامة المارة ورجال الأمن حال وجود أية مواد خطرة داخل البرميل الغامض. خبراء الدفاع المدني وفرقة من الكمامات فتحوا غطاء الحاوية ليجدوا داخلها جثة رجل أفريقي في مقتبل العمر في وضع مقلوب، وبدت عليها آثار التحلل لتبدأ فرق الأمن على الفور التحريات الميدانية ورفع البصمات، واضطر رجال الأمن إلى استخدام قواطع حادة لفتح الحاوية من أطرافها لإخراج الجثة المنتفخة، فيما تولى الطبيب الشرعي تفحص جثة المتوفى لمعرفة أسباب وفاته، ولم تجد السلطات أية آثار اعتداء أو مقاومة في الجثة ما يرجح أن الوفاة حدثث بصورة طبيعية وأن مجهولين متخلفين ربما تخلصوا من رفيقهم المتوفى خشية المساءلة القانونية، وهو سلوك درج عليه بعض المتخلفين حسب شواهد حدثت أكثر من مرة. المتحدث الإعلامي في شرطة جدة، العقيد مسفر الجعيد أبلغ أن التحقيقات ستكشف أسباب وظروف الوفاة وتحديد طبيعتها، وانتقد المتحدث في الشرطة سلوك بعض المخالفين من من يرمون بجثث أقاربهم المتوفين في المناطق الخلوية والفضاءات الواسعة خشية المساءلة النظامية، وأضاف أن تنسيقا يجري مع القنصليات والجهات المعنية لتسهيل إجراءات دفن الموتى بعد التأكد من عدم وجود شبهات جنائية وإجرامية.