أكد صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة نجران، أن حدود المملكة مع اليمن آمنة ومحصنة، بفضل من الله ثم بجهود وتضحيات ضباط وضباط صف وجنود حرس الحدود المخلصين، الذين أثبتوا مقدرتهم في التصدي لعمليات التهريب والتسلل وكل من يريد العبث بأمن الوطن. وقال الأمير مشعل في حوار خص به «عكاظ» بعد جولته التفقدية على قطاعات حرس الحدود، إن الأجهزة الأمنية في منطقة نجران تعمل وفق تنسيق متقن وخطط مدروسة، من خلال غرفة العمليات الموحدة. مشيرا إلى أن زيارته لقطاعات حرس الحدود كانت مجدولة منذ أشهر وليس لها علاقة بما يجري داخل اليمن. ووعد أمير نجران أهالي المنطقة باعتماد كثير من المشاريع التنموية في مختلف المجالات، وطالبهم في الوقت نفسه بالصبر؛ لأن أي مشروع لا يخضع للدراسات المستفيضة لن يؤدي الغرض من إقامته. • زرتم قبل أيام مراكز حرس الحدود على طول الحدود مع اليمن، كيف وجدتم سير العمل؟ ما شاهدته يثلج الصدر، والزملاء والإخوان من الضباط وضباط الصف والجنود قائمون بواجبهم على أكمل وجه، ومن يقف شخصيا على مواقع العمل ويشاهد بعينه ليس كمن يسمع، جهود جبارة يبذلها رجال حرس الحدود، وتضحيات تستحق التقدير، ساهمت في صد عمليات التسلل والتهريب. • هل وجدتم الوضع مطمئنا؟ بشكل كبير جدا. ولن نسمح لكائن من كان باختراق الحدود. • زيارتكم هل لها علاقة بما يحدث داخل اليمن؟ أبدا، جولة تفقدية كانت مجدولة منذ تولي مهامي إمارة منطقة نجران، وعدت قائد حرس الحدود بزيارة للقيادة وجميع القطاعات، أؤكد ليس لها علاقة بأحداث اليمن. السياج الحديدي • طبيعة حدود المملكة الجنوبية جبلية وصحراوية، هل وجدتم أن تجهيزات حرس الحدود تكفي لمراقبة أكثر من ألف و200 كم وسط تضاريس صعبة لمنع التهريب والتسلل؟ رجال حرس الحدود، كما ذكرت، يقومون بجهود جبارة، بجهود ذاتية قاموا بشق الطرقات وسط جبال وعرة، وأستطيع القول إنهم مغطون ما نسبته 99.9 في المائة من الحدود، ودوريات حرس الحدود متواجدة على طول الشريط الحدودي على مدار الساعة، وهذا أمر مطمئن. • السياج الحديدي أثبت جدواه في صد عمليات التهريب، هل هناك نية لاستكمال بناء هذا الحاجز على طول الحدود مع اليمن؟ إذا تطلب الوضع الأمني على الحدود ذلك فلن تتردد الدولة في استكماله. • هل من تنسيق مع السلطات الأمنية اليمنية لضبط عمليات التهريب من داخل اليمن؟ الأجهزة الأمنية في المملكة تقوم بواجباتها لحفظ أمن الحدود، وحققت، ولله الحمد، نجاحات لم تأت من فراغ إنما نتيجة تضحيات رجال حرس الحدود التي تبعث في نفوسنا الطمأنينة، وأعتقد أن الأشقاء في اليمن يقومون أيضا بواجبهم على أكمل وجه إن شاء الله ، لكن لا يوجد تنسيق. تعاون المواطن • وعلى مستوى الأجهزة الأمنية في منطقة نجران؟ التنسيق مستمر وفق خطط أمنية مدروسة أثبتت ولله الحمد جدواها، والاتصالات تأتي عبر غرفة العمليات المشتركة، التي تخص جميع القطاعات الأمنية في المنطقة. • كيف وجدتم تعاون المواطنين السعوديين الساكنين على طول الشريط الحدودي مع حرس الحدود؟ المواطن السعودي رجل أمن، ينطلق في أداء واجباته من حبه لوطنه وولائه لقيادته، وجدنا تعاونا كبيرا في بعض المواقع مع قطاعات حرس الحدود، أؤكد أن هذا التعاون الذي أثلج صدري نابع من رغبة صادقة وأخوية للمحافظة على أمن الوطن والمواطن، وهذا أمر غير مستغرب من المواطن السعودي في أرجاء المملكة. • ندرك مدى حرصكم على تطوير أداء المرافق الحكومية، هل أنتم راضون عن مستوى أداء الخدمات الصحية والبلدية؟ خطونا خطوات جيدة للأمام، والإخوان في الأمانة والشؤون الصحية يبذلون كل جهدهم، لكني شخصيا أبحث عن المزيد، وأطمع في تحقيق الكثير من المشاريع التي تهم أهالي نجران الذين أعدهم بأنهم سيرون مشاريع تنموية على أرض الواقع قريبا. المشاريع المستقبلية • هل من مشاريع مستقبلية في هذين المرفقين؟ بعد شهر تقريبا تتولى شركة نظافة جديدة الإشراف على نظافة أحياء مدينة نجران، تم اختيار الشركة بعناية بعد معرفة إمكانياتها التشغيلية، وأشكر الأخ العزيز سعد الشهري أمين المنطقة على ما بذله من جهد لتقييم الشركة، ونجران ستشهد تغيرا كبيرا وكليا من حيث النظافة، إلى جانب اعتماد جسور سترى النور قريبا. • ما نصيب المحافظات من هذه المشاريع .. وهل ستقومون بزيارة تفقدية لهذه المحافظات للوقوف عن قرب على أهم احتياجاتها؟ جولتي التفقدية للمحافظات نهاية شهر ذي الحجة المقبل، وجميع المشاريع التي اعتمدت أو يخطط لها حاليا سيكون للمحافظات نصيب منها، وصدقني لن أغفل عن احتياجات أي مواطن في نجران؛ لأن هذا جزء كبير من مسؤولياتي والأمانة التي حملني إياها خادم الحرمين الشريفين وولي العهد والنائب الثاني، الذين يولون المواطن أينما كان مسكنه كامل الرعاية والاهتمام. • نقص الخدمات الضرورية مثل السفلتة والإنارة في بعض الأحياء هاجس يؤرق سكانها، ماذا اتخذتم لتوفير هذه الخدمات؟ تحدثت مع أمين المنطقة في هذه المواضيع، وأفهمته أن مناطق كثيرة تنقصها مثل هذه الخدمات، ولا أخفيك أن مشاريع اعتمدت لهذه الأحياء، لكن رغبتي أن يكون مستوى التنفيذ جيدا، قد تكون سببا في تأخيرها حتى تكون الفائدة أعم وأشمل لجميع أحياء المنطقة. مدينة أبا السعود • يظل الحديث دائما عن مدينة نجران القديمة (أبا السعود) التي تحتاج إلى التفاتة تضمن لها مشاريع تنتشلها من وضعها الحالي، الذي يدعو إلى الشفقة، هل من خطوات لإعادة تأهيلها؟ نعم .. أخي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بذل جهدا كبيرا وجبارا من أجل المحافظة على المباني الأثرية القديمة في مدينة أبا السعود واستثمارها، لدينا خطة عاجلة لإعادة سفلتة الشوارع والإنارة والتشجير بما يضمن لهذه المدينة مسايرة ركب التنمية الشاملة في منطقة نجران. • هل هناك توجه لرفع مستوى أبا السعود من مركز إلى محافظة؟ نحاول تطوير مختلف الجوانب الإدارية والتنموية وفق أوليات مدروسة بعناية. • متى يتم الانتهاء من مشروع مياه الربع الخالي؟ الاستفادة من هذا المشروع ستنطلق بمشيئة الله تعالى مع بداية العام الهجري المقبل. • هل سيقضي على مشكلة شح المياه، التي تسببت في هلاك المزارع شرق نجران؟ صدقني طموحنا أكبر من ذلك؛ لأن شرورة ستستفيد من هذا المشروع الكبير. متابعة المشاريع • التقيتم بعدد من المسؤولين في المنطقة.. ماذا كانت رسالتكم لهم، وهل هناك جهة تتابع أداء المرافق الحكومية؟ كلفت لجنة من داخل مجلس المنطقة لمتابعة أداء كل مرفق حكومي، والتأكد من سير العمل في المشاريع التي تنفذ حاليا وفق مواعيد العقود، والرفع لي شخصيا أولا بأول، وبهذه المناسبة أشكر جميع القائمين على الأجهزة الحكومية في منطقة نجران الذين وجدت منهم كل تعاون وحماس لأداء الواجبات المناطة بهم، وما أسعدني أكثر هو التعاون والتنسيق بين الدوائر الحكومية. • مثل ماذا؟ التعاون والتنسيق المثمر بين التعليم والصحة فيما يخص التوعية بمرض انفلونزا الخنازير، والبرامج التي أقرت، والخطط التي وضعت، لحماية الطالبات والطلبة من هذا المرض، وتهيئة المدارس، وهذا ليس بالغريب، كما ذكرت، من جميع القطاعات التي تقوم بجهود جعلتني أكثر اطمئنانا أن المستقبل سيكون مشرقا بمشيئة الله تعالى. • أخيرا .. ماذا تقول لأهالي وسكان منطقة نجران؟ يعلم الله أشعر بسعادة كبيرة وأنا أؤدي واجبي في هذا الجزء العزيز والغالي من الوطن، وتزداد سعادتي مع مرور الأيام بمستوى التعاون من جميع الأهالي والمسؤولين؛ لأن هذا يشعرني أن المستقبل بإذن الله تعالى سيكون مشرقا، وأن كثيرا من الآمال والتطلعات ستتحقق، لتكون نجران واحدة من أجمل المناطق في المملكة، وأعد أهالي نجران ببذل الغالي والنفيس للعمل على تلبية احتياجاتهم، أطالبهم بالصبر فقط؛ لأن المشاريع الحيوية تحتاج إلى وقت للتخطيط والدراسات ليكون التنفيذ دقيقا ومفيدا.