أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة أن استراتيجيتنا في المنطقة تركز على تنمية المكان وبناء الإنسان «وأن الارتقاء بالإنسان هو الهدف الأساسي في عملية التنمية التي تقوم على مشاركة القطاع العام والخاص، ورفع كفاءة التعليم ومخرجاته وتنمية إنسان المنطقة اجتماعيا». وقال الأمير خالد الفيصل لدى إطلاقه البارحة في جدة المنتدى الأول للأسر المنتجة نيابة عن خادم الحرمين الشريف: أود في البداية أن أذكر بأن الكثير منكم ربما يتساءل.. وما شأن إمارة المنطقة في مشروع الأسر المنتجة، وأود أن أذكر للجميع أن شعور الإمارة دائما بأنها الجهة الوحيدة في المناطق التي يتحاشى كل إنسان مشاركتها، ولكنه يهرع إليها في حال نشوب أي مشكلة لإيجاد حل، وهذا هو قدر الإمارة وقدر الأمير. وأضاف في كلمته أمام المنتدى: الكثير يتساءل عن دور إمارة منطقة مكةالمكرمة في مشروع الأسر المنتجة، والإجابة أنها اهتمت بهذا الموضوع منذ عام 1429ه، وشكلت لجنة لدراسة فكرة طرحتها مواطنة من مكة اسمها عزة صالح برنجي، ودرست اللجنة المبادرة، وتوصلت إلى أن هذه المبادرة تطرح أفكارا مهمة، ونوقشت سبل توفير فرص عمل للمرأة للمساهمة في التنمية الاقتصادية، وتسهيل الإجراءات أمامها، وكانت النتائج إتاحة الفرصة للمرأة للعمل وتسويق منتجاتها.= العمل من المنزل وبين الأمير خالد الفيصل، أن الأمانات والبلديات سمحت للأسر بالعمل من المنزل، وتبسيط الأنظمة والإجراءات لتحقيق الأمن الاجتماعي لها، وتفعيل دورها وخصوصا المرأة، والاستفادة من إقامة أسواق خيرية، وتمكين الأسر لعرض منتجاتها وفتح المراكز والمعارض أمامها من غير تحميل أي أعباء لها ومن دون أي مقابل، وتقديم العروض للمشاريع المنتجة، وإيجاد وسائل التمويل الميسر لهذه الأسر، والتنسيق مع الغرف التجارية والضمان الاجتماعي للمشاركة في المهرجانات لعرض منتجاتها، وفتح الوظائف أمامها في الشركات والمؤسسات من أجل عمل المرأة وتذليل كافة الصعوبات أمامها. وأضاف أن إمارة منطقة مكةالمكرمة عرضت النتائج على صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، ووافق على المشروع. وأكد الأمير خالد أن استراتيجية منطقة مكةالمكرمة قامت على تنمية المكان وبناء الإنسان، وقال: الارتقاء بالإنسان هو الهدف الأساسي في عملية التنمية التي تقوم على مشاركة القطاع العام والخاص، ورفع كفاءة التعليم ومخرجاته، وتنمية إنسان المنطقة اجتماعيا، وإعداد الشباب من الجنسين، ونشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية بين القطاع الخاص بنسبة لا تقل عن 40 في المائة وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والترويج للصناعات التي تقع في مكة وتسويق مفهوم (صنع في مكة) وتم استحداث وكالة في الإمارة لتنمية الأسر المنتجة. من جانبه أوضح صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد وزير التربية والتعليم، أن شعار (كلنا منتجون) كان حافزا له للمشاركة ممثلا لزملائه وزميلاته في وزارة التربية والتعليم في المنتدى، وقال: إن ترابط المصالح بين القطاعين الخاص والعام تجاه العمل الجماعي لخدمة المجتمع يأتي تحقيقا لآمال وطموحات يؤكدها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني تجاه العمل الوطني. رؤية الملك وأضاف، إننا في هذا الملتقى نستحضر رؤية خادم الحرمين الشريفين تجاه التنمية الشاملة في قوله: (إننا نسعى بإذن الله إلى استكمالها متلمسين خير المواطن وسعادته، آملين أن نحقق له أسباب السكن والعمل والتعليم والعلاج وبقية الخدمات والمرافق، وسنحرص على مكافحة الفقر والاهتمام بالمناطق التي لم تحصل على نصيبها من التطور وفقا لخطط التنمية المدروسة، وهذه الرؤية نبراس في التنمية بمفهومها الشامل التي من أهم مقوماتها إذكاء روح العمل الشريف وتقاسم فرص الحياة الكريمة بجد واتقان، وبذل الأسباب المؤدية إلى استثمار الطاقات وتوجيه الملكات وإذابة أشكال التواكل التي تعطل القدرات والإمكانات المتوفرة، وتتسبب في إضعاف مكانة ودور الإنسان الذي خصه الله بمهمة إعمار الأرض. مستعدون لتنمية الأسر المنتجة وأكد وزير التربية والتعليم على استعداد وزارته في المساهمة بفاعلية في تنمية الأسر المنتجة، إنطلاقا من أن تنمية العمل المهني المنتج للفرد والأسرة هدف استراتيجي، تدعمه المناهج والأنشطة التعليمية، وقال شرعت الوزارة في النظام الجديد للمرحلة الثانوية (نظام المقررات) الذي يقدم مقررات عدة تلبي تنمية ثقافة العمل المهني المنتج، وتعزز إيجابيات المهنة مهما كان نوعها ونبذ احتقارها، وأن الوطن لن يعتمد على غير أبنائه وبناته، وتشجيع الكسب من عمل اليد، وتنمي المهارات التي ستمكن الشباب والشابات من إيجاد فرص حقيقية في سوق العمل، وهذه المقررات هي المهارات الحياتية والتربوية والمهنية والمهارات الإدارية والتربية الأسرية والصحية، وروعي في هذه المقررات محاكاة الواقع وأسلوب الحوار وممارسة الأعمال خارج إطار الفصل حينا، وخارج أسوار المدرسة أحيانا أخرى، كما تسعى لتحقيق أهداف هذه المقررات من خلال الشراكات المجتمعية على مستوى الأفراد والمؤسسات. من جهته، قال وزير التجارة والصناعة عبد الله أحمد زينل: قطاع الأسر المنتجة والعمل من المنزل لم يعد مجرد فكرة ومجالا للتنظير، بل أصبح ناضجا ورديفا قويا لعدد كبير من الاقتصاديات الدولية وللتدليل على ذلك اسمحوا لي بنظرة عابرة لما أصبح عليه قطاع الأسر المنتجة والعمل من المنزل في الولاياتالمتحدةالأمريكية على سبيل المثال، يقدر عائد الأسر العاملة من المنزل بأكثر من 300 بليون دولار سنويا، وهو ما يجعلها أحد أكبر القطاعات الإنتاجية. دعم الأسر القادرة وقال وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين: لقد جدت على الساحة مفاهيم جديدة لتمكين المرأة السعودية اقتصاديا مثل مفهوم الأسرة المنتجة، والعمل عن بعد والمشاريع الفردية وجميع هذه المفاهيم، وإن اختلفت في دلالاتها ومعانيها وآلياتها، إلا أنها تخدم هدفا اجتماعيا نبيلا، يهدف إلى دعم الأسر محدودة الدخل لتأهيلها وتحسين مواردها الذاتية وتحويلها من أسر معالة إلى أسر منتجة ويساعد المرأة السعودية على كسب العيش الشريف وتجنب ذل السؤال وامتهان الكرامة والمشاركة الفعالة في مسيرة التنمية المباركة، وانطلاقا من تطلعات ولاة الأمر، وتحقيقا لأهداف وزارة الشؤون الاجتماعية، فإنها تسعى جادة لدعم الأسرة القادرة على الإنتاج من مستفيدي الضمان الاجتماعي ولجانها الأهلية والجمعيات الخيرية، فيما تقدمه من برامج ومشاريع موجهة لهذه الأسرة لتحويلها إلى أسر منتجة تخدم نفسها. رافد اقتصادي وقالت رئيسة المنتدى ألفت قباني: كان الإنتاج الأسري أحد الروافد الأساسية للاقتصاد الوطني، إلا أن التطورات الاقتصادية المتسارعة، والتي غيرت نمط الحياة والنظرة إلى العمل، قللت من أهمية هذا القطاع الحيوي، مما فرض تحديات استوجبت ضرورة إعادة النظر وتكريس الجهود لاستعادة هذا القطاع لمكانته السابقة. فبالنظر إلى واقع قطاع الأسر المنتجة، نجده يفتقر إلى الترابط والتكامل مع القطاعات الإنتاجية الأخرى ضمن منظومة الاقتصاد الوطني، وبناً عليه، وبتضافر جهود القطاعين العام والخاص، قمنا بتنظيم هذا المنتدى، بهدف تغيير المنظور التقليدي للإنتاج الأسري. من جهته قال رئيس مجلس الغرف السعودية، رئيس غرفة جدة محمد عبد القادر الفضل: تشير آخر الإحصاءات أن المرأة السعودية التي تمثل أكثر من (50 في المائة) من سكان المملكة لا يزيد حجم قوة العمل التي تمثلها على نصف مليون امرأة، من بين (5) ملايين هي مجموع قوة العمل السعودية، أي إنها تمثل نسبة (9 في المائة) من هذه القوة، وتشير الأرقام إلى أن الأرصدة النسائية في البنوك تفوق (100) مليار ريال يستثمر منها (42.3) مليار ريال فقط في مشاريع محددة، ويعطل استثمار هذه الأرصدة عدم وجود قنوات وأنشطة استثمارية كافية لاستيعابها، وأشارت التقارير إلى تزايد نسبة البطالة بين الإناث، حيث تصل النسبة إلى (26.3%). واعترف رئيس مجلس الغرف السعودية بوجود قصور في دعم الأسر المنتجة.. وقال: رغم تقديرنا الكبير إلى الجهود المبذولة من قبل الوزارات المعنية في دعم الأسر المنتجة.. لكننا نحتاج إلى الاستعانة بخبرات محلية ودولية لتحديد برامج التدريب المناسبة والإعداد لها بتصميم برنامج تدريبي متكامل يشمل الجوانب المهنية والإدارية والاقتصادية ويركز على الإبداع وجودة المنتج. وأكد وزيرالتجارة والصناعة عبد الله زينل في ختام الحفل ان المؤسسات الصغيرة والأسر المنتجة ستحظى في المرحلة المقبلة باهتمام بالغ. وفي رده على سؤال عن إمكانية عمل المرأة السعودية قريبا في المصانع قال سنراها تعمل في البيت في القريب العاجل. وفي رده على سؤال «عكاظ» عن الطعون المقدمة في انتخابات غرفة جدة قال صدر قرار وزارة التجارة بتشكيل لجنة لدراسة كافة الطعون التي وصلت إليها بشكل متأن ومن ثم البت فيها. لقطات من المنتدى • تغيب وزير العمل الدكتور غازي القصيبي عن المنتدى. • شاركت لغة الصم في المنتدى بقوة من خلال الترجمة الفورية. • حقق المركز الإعلامي نقلة كبيرة في إنجاح الحدث وإبرازه. • صفق الحضور كثيرا عندما قال الأمير خالد الفيصل: يقول لي الدكتور فهد السلطان: انتهى الوقت المحدد، فرد عليه الدكتور السلطان لقد تجاوزت الوقت المحدد وهو ال 7 دقائق ونصف. • حضور كبير للنساء اللواتي تفاعلن مع كل طروحات المنتدى. • حشد إعلامي من الصحف المحلية والقنوات الفضائية شارك في تغطية الحدث. • يواصل المنتدى اليوم برامجه من خلال جلسات العمل وإصدار التوصيات. • بعض أعضاء مجلس الغرفة الجدد حضروا المنتدى. • شهد المنتدى حوارا بين رجال الأعمال مع بعضهم البعض حول أسماء الأعضاء الجدد المعينين من قبل وزير التجارة والصناعة، وحرص رجال الأعمال على مصافحة الوزير.