نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رعى أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مساء أمس انطلاق فعاليات المنتدى الأول للأسر المنتجة في جدة، بحضور الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد والأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة عذيب والأمير عمرو بن محمد الفيصل والأمير بندر بن خالد الفيصل وأكثر من 300 خبير اقتصادي واجتماعي. وقال الأمير خالد الفيصل هناك من " يتساءل عن دور إمارة منطقة مكةالمكرمة في مشروع (الأسر المنتجة)، والإجابة أنها اهتمت بهذا الموضوع من عام 1429 حيث تم تشكيل لجنة لدراسة فكرة طرحتها مواطنة من مكة اسمها (عزة) ودرست اللجنة الفكرة وتوصلت إلى أن هذه المبادرة تطرح أفكاراً مهمة، وتمت مناقشة سبل توفير فرص عمل للمرأة، وكانت النتائج إتاحة الفرصة لها للعمل وتسويق منتجاتها". وأضاف "قامت الأمانات والبلديات بالسماح للأسر بالعمل من المنزل وتبسيط الأنظمة والإجراءات لتحقيق الأمان الاجتماعي لها، وتفعيل دورها وخصوصاً المرأة تحديداً، والاستفادة من إقامة أسواق خيرية وتمكين الأسر لعرض منتجاتها وفتح المراكز والمعارض أمامها من غير تحميل أي أعباء لها ومن دون أي مقابل، وتقديم العروض للمشروعات المنتجة، وإيجاد وسائل التمويل الميسر لهذه الأسر، والتنسيق مع الغرف التجارية والضمان الاجتماعي للمشاركة في المهرجانات لعرض منتجاته". وأشار أمير منطقة مكةالمكرمة إلى أنهم عرضوا هذه النتائج على النائب الثاني لمجلس الوزراء الأمير نايف بن عبدالعزيز وتم الحصول على الموافقة، وكشف أن استراتيجية منطقة مكةالمكرمة بنيت على أمرين.. المكان والإنسان، حيث إن الارتقاء بالإنسان هو الهدف الأساسي في عملية التنمية التي تقوم على مشاركة القطاع العام والخاص، ورفع كفاءة التعليم ومخرجاتها وتنمية إنسان المنطقة اجتماعياً وإعداد الشباب من الجنسين، ونشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية بين القطاع الخاص بنسبة لا تقل عن 40% وتطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة والترويج للصناعات التي تقع في مكة وتسويق مفهوم (صنع في مكة) وتم استحداث وكالة في الإمارة لتنمية الأسر المنتجة. وشهد المنتدى الذي سجل سابقة هي الأولى من نوعها على صعيد الفعاليات الاجتماعية السعودية بجمع أمير منطقة مكةالمكرمة و3 وزراء في أولى جلساته العلمية التي ناقشت (البناء المؤسسي)، حضوراً كبيراً من المهتمين بالعمل الاجتماعي والخيري والاقتصادي، وأبدى المشاركون عزمهم على الخروج بتوصيات قوية، خلال الجلسات العلمية التي تبدأ عند التاسعة من صباح اليوم وتستمر حتى الثالثة والنصف، تواكب الزخم الرسمي والإعلامي الكبير الذي شهده الحدث. وشدد وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله على استعداد وزارة التربية والتعليم للمساهمة بفاعلية في تنمية الأسر المنتجة، وقال: نعتبر تنمية العمل المهني المنتج للفرد والأسرة هدفا استراتيجيا تدعمه مناهجنا وأنشطتها التعليمية، وقد شرعت الوزارة بالفعل في النظام الجديد للمرحلة الثانوية (نظام المقررات) الذي يقدم مقررات عدة تلبي تنمية ثقافة العمل المهني المنتج، وتعزز إيجابيات المهنة مهما كان نوعها ونبذ احتقارها. وأضاف روعي في هذه المقررات محاكاة الواقع وأسلوب الحوار والعصف الذهني وممارسة الأعمال خارج إطار الفصل حينا وخارج أسوار المدرسة أحيانا أخرى، كما تسعى لتحقيق أهداف هذه المقررات من خلال الشراكات المجتمعية على مستوى الأفراد والمؤسسات. وقال وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين إنه "لا توجد وسيلة أمثل لتحقيق هذه الطموحات وتجسيد هذه الآمال من أن تسعى جميع الجهات المشاركة في هذا الملتقى إلى وضع مشروع وطني للأسر المنتجة وتحت مظلة إشرافية موحدة وإلى استصدار التشريعات اللازمة التي تسهل للأسر المنتجة مزاولة نشاطها بعيداً عن الإجراءات الخانقة أو المنفردة في هذه النشاطات الاجتماعية. من جانبها ثمنت عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة رئيس مجلس جدة للمسؤولية الاجتماعية رئيس المنتدى ألفت بنت محمد قباني، الرعاية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والدعم الكبير من أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز لهذا الحدث المهم. وأوضحت أن رعاية هذا المنتدى تؤكد إدراك قيادتنا الرشيدة لعمق الدور الذي يضطلع به القطاع الخاص في التنمية الوطنية المستدامة، مشيرة إلى أن حرص أمير منطقة مكةالمكرمة على الحضور تأكيد للشراكة والتكامل من أجل تنمية الإنسان وبناء المكان وتعزيز لرؤية سموكم المستقبلية لمنطقة مكةالمكرمة وتجسيد لرؤية المنتدى لنقل المجتمع إلى منتج أكثر منه كمستهلك. وذكر رئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية رئيس غرفة جدة محمد بن عبدالقادر الفضل أن الأرصدة النسائية في البنوك تفوق 100 مليار ريال يستثمر منها 42.3 مليار ريال فقط في مشاريع محددة، ويُّعطل استثمار هذه الأرصدة عدم وجود قنوات وأنشطة استثمارية كافية لاستيعابها. وقال " نحن هنا نتحدث عن المرأة أحد أهم مكونات الأسرة التي لا تشارك في سوق العمل سوى بنسبة (9%) وهذا يعني أن جهودنا المبذولة لتحويل الأسرة السعودية من مستهلكة إلى منتجة مازالت (خجولة) وإننا نحتاج للسير في طريق صعب وطويل نتعرف خلاله على تجارب الدول التي سبقتنا في هذا المجال.. نأخذ منها ما يناسب عادات وتقاليد مجتمعنا، ونترك ما نراه غير مناسب لنا". وأشار الفضل إلى أن غرفة جدة من خلال المنتدى تسعى إلى وضع أيديها على المعوقات الموجودة.. وتجيب على السؤال الأهم (كيف تتحول الأسر السعودية إلى منتجة)، حيث من المهم إيجاد تنظيم مؤسسي لعمل الأسر المنتجة يعمل على وضع اللوائح والأنظمة والضوابط لرعاية ودعم واستقطاب هذه الأسر ودراسة التجارب الدولية ومعرفة الناجح منها والمقارنة لطبيعة وبيئة المملكة للخروج بآليات للعمل على تنفيذ برنامج الأسر المنتجة، ومن المهم أيضا.. تحديد الاحتياجات التدريبية والتسويقية المختلفة واستعراض لوائح وأنظمة تنظم عمل الأسر المنتجة للخروج بلوائح وقواعد تنفيذية وآليات تطبيق إلى جانب رفع تقرير للجهات المعنية بتنفيذ برنامج الأسر المنتجة وتوفير الدعم اللازم لإنجاحها. واعترف الفضل بوجود قصور في دعم الأسر المنتجة.. وقال: رغم تقديرنا الكبير إلى الجهود المبذولة من قبل الوزارات المعنية في دعم الأسر المنتجة.. لكننا نحتاج إلى الاستعانة بخبرات محلية ودولية لتحديد برامج التدريب المناسبة والإعداد لها بتصميم برنامج تدريبي متكامل يشمل الجوانب المهنية والإدارية والاقتصادية ويركز على الإبداع وجودة المنتج والإفادة من المواد الخام المهدرة التي يمكن إعادة استخدامها وإعداد مدربين ومدربات سعوديين عبر استقطاب عدد من الكفاءات المتميزة الخبيرة في وسائل التدريب الحديثة والمتطورة من الداخل والخارج للقيام بتدريب عالي المستوى إلى جانب تبني بعض الأسر المتميزة للقيام بدور المدرب الميداني في إحدى مراحل التدريب وتشجيع القطاع الخاص وتبني ودعم التدريب.