شدد المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون رئيس المؤتمر العربي الخليجي الأول لجودة وسلامة المرضى الدكتور توفيق بن أحمد خوجة على ضرورة تكريس مفهوم الجودة في القطاعات الصحية في دول الخليج لتعزيز سلامة المرضى، مشيرا إلى أن مراقبة المقصرين ومحاسبتهم تعد من المعايير الأساسية لتكريس هذا المفهوم. وقال ل «عكاظ»: «إن المؤتمر الذي تنطلق أنشطته بعد غد برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، وإعلاميا برعاية مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر، يركز على ثقافة الجودة الصحية التي أصبحت ركنا رئيسيا في النظام الصحي في دول مجلس التعاون ومحورا مهما في عملية التطوير». وأشار إلى «أن مبدأ تحقيق جودة الرعاية الصحية أصبح مطلبا أساسيا تحرص عليه جميع الدول وتؤكد عليه توجهات منظمة الصحة العالمية». وفيما يلي نص الحوار: • ما الأهمية التي يشكلها المؤتمر العربي الخليجي الأول لجودة وسلامة المرضى؟ أود أن أوضح في البداية أن المؤتمر الذي ينظمه المكتب التنفيذي بالتعاون مع عدد من المنظمات الدولية والإقليمية ذات العلاقة تنبع أهميته في التصدي لمشكلة «سلامة المرضى»، التي تعد من أهم مشكلات الصحة العامة وطنيا وإقليميا وعالميا، وتتمثل رؤية المؤتمر في تطبيق معايير جودة الرعاية الصحية العالمية لتعزيز سلامة المرضى، أما رسالته فهي تأدية دور قيادي رائد وفعال نحو توفير الحلول لتعزيز سلامة المرضى، ومن ثم تطبيق معايير جودة الرعاية الصحية، وتاليا خفض عبء المراضة اقتصاديا واجتماعيا. ويسلط المؤتمر الضوء على عبء وحجم مشكلة سلامة المرضى والتحديات الهائلة التي تضعها على النظم الصحية والحكومات، كما يركز على عدد من الأهداف منها المشاركة الإيجابية في الحركة الدولية لسلامة المرضى من خلال التواصل الفاعل مع الخبرات العالمية، والاتحاد العالمي لسلامة المرضى، وتنمية المهارات في حلول سلامة المرضى، وإدارة المخاطر، والممارسة المبنية على البراهين من خلال ورش عمل متخصصة، وتقوية أواصر التواصل والتشبيك مع المنظمات والخبراء والقيادات الإقليمية والعالمية في هذا المجال، ومواكبة المستجدات العالمية ومتطلبات الاعتماد الدولية بخصوص سلامة المرضى. مطلب أساسي • بادرتم إلى إنشاء برنامج الرعاية الصحية وسلامة المرضى في المكتب التنفيذي لصحة الخليج، ما رؤيتكم حيال ذلك؟ توجهي هو تحقيق جودة الرعاية الصحية في القطاعات الصحية باعتبار الجودة مطلبا أساسيا تحرص عليه جميع الدول، وتؤكد عليه توجهات منظمة الصحة العالمية، والمكتب التنفيذي قطع شوطا كبيرا في مجال الجودة الصحية خلال السنوات الأخيرة، حيث وضعت أولويات استحداث «برنامج خليجي لجودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى» يتوافق مع المتطلبات والمستجدات والمتغيرات عالميا وإقليما ومحليا، كما استحدث المكتب التنفيذي لجنة خليجية لضمان الجودة للعمل على وضع برامج وخطط الجودة النوعية لدى وزارات الصحة في الدول الأعضاء وتحديد دور إدارات ضمان الجودة لدى وزارات الصحة. ابتعاث الأطباء • هل يكفي مؤتمر واحد لتثبيت معايير الجودة، أم يلزم الأمر ابتعاث أطباء وأعضاء الهيئة التمريضية للتدريب والتمرس، وإنشاء لجان دائمة ومعاهد للرقي بالجودة وتحقيقه؟ تثبيت معايير الجودة يتطلب عملا دائما ومستمرا يبدأ بالتدريب المتواصل على هذه المعايير من خلال جهات تدريبية معتمدة ومؤهلة لذلك، ثم تشكيل فرق المراقبة والقياس على مستوى المرافق والمؤسسات الصحية ثم على المستوى المركزي الإشرافي، وذلك بهدف المتابعة وقياس مدى التطور الناتج والمأمول وإجراء العمليات التصحيحية عند وجود أية إخفاقات في العمل، ثم متابعة ذلك من قبل جهة عليا (قد تكون لجنة وطنية أو مجلسا وطنيا أو ما شابه ذلك) لتقويم الخطة الوطنية ككل. إذن هي منظومة متكاملة لتحسين وتطوير جودة أداء النظام الصحي، ويتطلب تكاتف الجميع من خلال المؤتمرات العلمية وحلقات العمل التدريبية في مختلف القطاعات الصحية. إلزام المستشفيات • ما هي المعايير التي ستتبعها وزارات الصحة لإلزام المستشفيات الخاصة بتطبيق معايير الجودة؟ على مستوى المملكة فإن النظام الصحي من خلال مجلس الخدمات الصحية يلزم جميع المستشفيات في كافة القطاعات الصحية بالعمل وفق خطط «المعايير الوطنية للمستشفيات» الصادرة عن المجلس المركزي لاعتماد المنشآت الصحية، وذلك ضمن خطط عمل مرحلية لتغطية كافة المستشفيات الحكومية والخاصة، وقطع في هذا الاتجاه شوطا كبيرا بلا شك، لكنه ما زال في حاجة إلى بذل الكثير من الجهد والعمل والتعاون والتفهم الكامل من جميع القائمين على هذا الإنجاز الوطني. وعلى مستوى دول مجلس التعاون الخليجي فقد حث مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون بالعمل على اعتماد المجلس المركزي السعودي لاعتماد المنشآت مرجعي الصحية «كمركز خليجي مرجعي» وجاري الآن تشكيل لجنة خليجية متخصصة في هذا المجال لدراسة متطلبات الاعتمادات الفنية والإدارية والمالية، والعمل على تشكيل المجلس الإشرافي التنسيقي من الدول الأعضاء لهذا المركز الخليجي المرتقب. القطاع الخاص • ماذا عن تطبيق معايير الجودة في مستشفيات القطاع الخاص؟ لضمان تطبيق معايير الجودة في مستشفيات القطاع الخاص ينبغي التركيز على عملية التعقيم، وهناك شروط صارمة للحفاظ على تقديم خدمة آمنة وجيدة للمريض، حيث يتوافر لدى وزارات الصحة رقابة صارمة كما أنه يوجد في جميع دول المجلس مستوى عال في عملية التعقيم، ومن المعايير ما هو متعلق بضرورة توفير السلامة للمريض والطبيب واحترام خصوصية المريض أثناء العلاج، كذلك توافر الكفاءة السريرية والعلمية لدى مقدم الخدمة العلاجية ووضوح العملية العلاجية للمريض، كذلك التكلفة الاقتصادية وتعاون المريض مع الطبيب، وتوافر كافة المتطلبات العلاجية بالمستويات العالمية المعروفة وفي الوقت المطلوب وعلى أكمل وجه، إضافة إلى أهمية مراعاة المتطلبات الخاصة للمنشأة الصحية ككل من خلال مواصفات الكوادر الطبية ومكافحة العدوى وسلامة المرضى، والعلاقات العملية مع الأقسام الأخرى مثل المختبر والأشعة وقطاع العمليات الجراحية. ملاحظات المرضى • هل توجد آلية للنظر في ملاحظات المرضى التي قد تبرز بعض التهاون في الالتزام بالجودة؟ وهل هناك توعية كافية للمرضى للمطالبة بحقهم في جودة العلاج؟ بعض الملاحظات بخصوص التهاون في الالتزام بالجودة واردة، وتحديدا في ظل تعقد العمل الطبي والضغط الذي يصاحبه والإهمال وضعف الكفاءة وغيرها من الأسباب. وهناك لجان طبية متخصصة على مستوى مديريات الصحة (لجان المخالفات الطبية)، إضافة إلى اللجنة الطبية الشرعية التي يرأسها قاض للنظر في ملاحظات وشكاوى المرضى تعتمد على فحص السجلات الطبية ويدركون المعايير التي تحكم المهنة، وتاليا تكون أحكامهم دقيقة وعادلة. لكن يجب تفعيل مراقبة ومحاسبة المقصرين بشكل قوي ويتميز بالشفافية وعدم المحاباة.. إننا بحاجة في دول مجلس التعاون إلى مزيد من التوعية الصحية في كافة النواحي سواء فيما يتعلق بالمرضى للمطالبة بحقهم في جودة العلاج، أو بالنسبة لإيجاد توعية كافية بكيفية الرعاية الصحية.