تنم شخصيات المجموعة القصصية «قشطة» لأشرف نبوي عن قاص مبدع اختزن موهبته بين حقائب السفر والترحال. وتقع المجموعة الرابعة لنبوي في 148 صفحة من القطع المتوسط، وتضم 13 نصا قصصيا، وتصميم الغلاف لمحمود ناجيه. جاءت قصص نبوي محملة بخبرات السنين، وزخرت شخصياته بتناقضات البطل الأرسطي، الذي نحيا معه كل مشاعر الخوف والشفقة والألم.. والزوج المكبل بقيود الحياة وطلبات زوجته البسيطة، ودمعة متحجرة في عيون الابن المحروم من كل شيء، إلى حلم الثراء الكاذب الذي يراوده، حين تبتهج له الحياة، وينشر روايته الأولى معتقدا أنه اجتاز بذلك أول أبواب الثراء والشهرة وعابرا من غرف تسكنها «طنط قشطة» هذا البركان الكامن خلف جسد مترهل، حتى إذا واتته الفرصة، كان أجرأ من الثوار، وأبلغ من الخطباء في الإفصاح عن ذواتهم. هكذا هي شخصيات أشرف نبوي الذي تسربلت ذاته رغما عنه داخل النصوص، فضمن بعضا من حياته، وسطورا من حكايات عاشها ولا يزال داخل نصوصه التي أبت إلا أن تنتقل من كلاسيكيات السرد الأكاديمي، ومرورا بكسر التابوهات ولوي عنق الدراسات النقدية، ووصولا إلى بلاغة القص والتشظي داخل الفضاء الافتراضي.