أحد الكتب التي صدرت لي حديثا عنوانه «الجامعات وبناء الذات»، سلطت فيه الضوء على القضايا الجامعية إلا أن هناك موضوعا لم أوفه حقه ألا وهو وضع أساتذة الجامعات مع ميثاق العمل الجامعي (المسؤوليات)، لقد حددت لوائح التعليم العالي والجامعات بأن مهام الأستاذ الجامعي تنحصر في ثلاثة أمور، التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، ولكل بند من هذه البنود ما يستلزم القيام به وتطويره، ومفتاح الأمور الثلاثة في داخل الجامعات هم رؤوسا الأقسام، لذلك فإن تعيين رؤوسا الأقسام في داخل الجامعات واختيارهم لمهمة الأقسام أهم بكثير من العمداء ومديري ووكلاء الجامعات، واختيار الأساتذة للأقسام بدءا من وظيفة معيد وحتى وظيفة أستاذ سواء سعوديين أو وافدين أهم من كل ما سبق، لأن الذي سيفعل ميثاق المسؤوليات (تعليم، بحث علمي، خدمة المجتمع) إنما هي الأقسام العلمية برجالها ونسائها ولعل الجامعات تعاني من ضعف تفعيل ميثاق المسؤوليات التفعيل الصحيح بحيث يكون التعليم حديثا ومتطورا بعيداً عن المذكرات والمعلومات القديمة ويكون البحث العلمي أكثر جدية وحداثة وخدمة المجتمع انطلاقتها تعاني من الخجل وقلة الممارسة فهي بحاجة لأن تقدم نفسها في هذا المجال. لقد بدأت وزارة التعليم العالي بدعم الجامعات بمراكز التميز للبحوث العلمية وحركت البحث العلمي في داخل الجامعات هذا بالإضافة إلى ماتقدمه مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ومنحت الفرصة للجادين من الباحثين بتقديم ما لديهم وكانت خطوة مباركة وبقي أن تثبت هذه المراكز نفسها وتمنح الوطن نتائج ترفع من أسهم البحث العلمي، أما التعليم الجامعي فالمناهج من ناحية المحتوى مواكبة للجامعات العالمية ولكن ليس هناك مؤشرات تؤكد ما يوازي ما هو موجود في الجامعات العالمية لأن مهمته مرتبطة بضمير الأستاذ الجامعي فإن لم يطور هو نفسه فمن ذا سيطوره؟ ولكم أن تتخيلوا أستاذا جامعيا منذ عشرين أو عشرة سنوات لم يقرأ جديدا في تخصصه، كيف سيكون حال الأجيال التي تتلقى عنه؟ وخدمة المجتمع ما لم تكن على شكل برامج اجتماعية وبحثية ميدانية فإن الجامعات ستظل تعاني من عزلتها عن مجتمعها. إن وزارة التعليم العالي معنية بالدرجة الأولى بوضع ميثاق للعمل الجامعي (ميثاق المسؤوليات) ويجب تطويره في الجامعات ومتابعته، والانطلاقة الأولى في التصحيح أو الارتقاء للأحسن إنما هي بيد أساتذة الجامعات أنفسهم وأن ما يتقاضونه من راتب وأجر مسؤولون عنه يوم القيامة كما أن مسؤولي الجامعات من مديري ووكلاء وعمداء ورؤساء أقسام في أعناقهم مسؤولية ما يطور ميثاق المسؤوليات خاصة وضع جميع الإمكانات تحت خدمة أساتذة الجامعات وتذليل الصعوبات وأن يعملوا ما أمكن على تهيئة بيئة صالحة للبحث العلمي والتدريس وخدمة المجتمع [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 120 مسافة ثم الرسالة