من الطبيعي جدا أن تصحو من النوم لتجد نفسك قد أصبحت علمانيا ليبراليا تغريبيا وعميلا للسفارات الغربية، لمجرد أنك حاولت أن تطرح وجهة نظرك في قضية عامة، هذا ليس حديثا مجازيا، فأغلب العاملين في حقل الإعلام أصبحوا معتادين على هذه الاتهامات، ويدركون أنها وسيلة لإرهابهم فكريا وتشويه صورتهم في المجتمع، وقد حققت هذه الوسيلة الكلامية السهلة فائدة مزدوجة للتيار المتشدد، حيث نجحت في تدجين بعض الصحافيين الضعفاء وإبعادهم عن مناقشة القضايا المصيرية، كما نجحت في استغلال العاطفة الدينية لدى أغلب أفراد المجتمع ووضعتهم تحت ضغط نفسي رهيب فأصبحوا يخشون التفكير في قضاياهم الحياتية كي لا يمنحوا العدو الوهمي فرصة للانتصار. وقد يكون من حق أي تيار سياسي مهما كان متشددا استغلال أية وسيلة ممكنة لترسيخ وجوده والدفاع عن مصالحه، ولكن ليس من حق هذا التيار استغلال منبر الجمعة للتشكيك في إيمان أي مسلم أو اتهام أي مواطن دون دليل أو تحريض العامة ضد الصحافيين والمثقفين والمفكرين وتشويه سمعتهم، كما أن هذا المنبر يجب أن يكون بعيدا عن المواقف الانفعالية والانطباعات المتسرعة ويكفي أن نتذكر بأن البعض قد هاجم قبل سنوات الإنترنت وجوال ( أبو كاميرا ) وهو اليوم يصعد إلى المنبر بعد أن تأثر بما نشر على الأنترنت ويمتلئ بيته بأجهزة الجوال ( أبو كاميرا )!. لذلك كان لقاء معالي وزير الشؤون الإسلامية مع أكثر من 300 خطيب وإمام في نجران بادرة أمل في الطريق الطويل من أجل إبعاد خطيب الجمعة الذي يخلف في مكانه هذا رسول الله عليه الصلاة والسلام عن هذه المزالق الخطيرة. فاستغلال هذا المنبر في تصفية الحسابات الفكرية أمر معيب، حيث تحدث معاليه عن أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الخطيب ومنها استلهام صفات الأنبياء والعلماء أثناء خطبته وأن يبتعد عن العبارات التي تثير الفرقة بين الناس!. ومن بين أهم النصائح التي وجهها معاليه للخطباء عدم التعجل في إعداد الخطبة لأنها مهمة شرعية، وهنا نشير إلى أنه خلال فترة النقاش الذي دار حول جامعة الملك عبد الله قام بعض الخطباء بإعداد خطبهم خلال أقل من 24 ساعة كي يتسنى لهم الرد على كتاب الصحافة، وقد تحول منبر الجمعة يومها إلى وسيلة إعلامية لإدارة الصراع الفكري إلى درجة أن بعض مواقع الإنترنت كانت توجه الخطباء للرد يوم الجمعة على ما نشرته الصحف يوم الخميس !. الدين لله والوطن للجميع ومنبر الجمعة أعز وأطهر من أن يتم توجيهه فيتحول إلى أداة للتشكيك في عقائد المواطنين واتهامهم بما ليس فيهم، ومن مسؤوليات هيئة الصحافيين مقاضاة الخطباء الذين اتهموا كتاب الصحافة بما ليس فيهم، خصوصا أن بعض من قادوا هذه الحملة على المنابر هي أسماء فقدت مصداقيتها لدى أغلب أفراد المجتمع منذ أمد بعيد، فلم تجد وسيلة لتحسين صورتها سوى تشويه صورة الصحافيين واتهامهم بالعمالة! ..وحسبنا الله ونعم الوكيل. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة